هددت القيادة الفلسطينية امس بشن حملة اعتقالات واجراءات ضد من وقفوا وراء عملية التفجير التي نفذها فلسطيني في حافلة للركاب ليل الثلثاء في القدس الغربية واسفرت عن مقتل 20 اسرائيلياً الى جانب منفذ العملية رائد مسك من الخليل وجرح 100 آخرين. واعلنت رئاسة الحكومة الاسرائيلية في بيان ان الرئيس الاميركي جورج بوش اكد امس لرئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون دعمه "في مواجهة الارهاب". وجاء في البيان ان بوش اتصل بشارون ليقدم تعازيه اثر الهجوم في القدس، وشدد بالمناسبة على انه "لا يمكن التوصل الى تسوية مع الارهاب وانه يجب تصفية المنظمات التي تقتل الابرياء وتدمر عملية السلام". واتهم شارون من جهته السلطة الفلسطينية بانها "لا تفعل شيئا لتصفية الارهاب"، معتبرا ان هجوم الامس في القدس يقدم دليلا جديدا على ذلك و"في هذه الظروف لا يمكن التوصل الى اي تقدم" في عملية السلام. راجع ص 4 و5. وفيما بدت العملية السياسية الحالية التي تحمل اسم "خريطة الطريق" مترنحةً على وقع عملية القدس وتهديدات الحكومة الإسرائيلية ب"كسر الأواني"، وقرارها بتجميد كل الاتصالات السياسية والأمنية مع الجانب الفلسطيني، وصل مبعوث الولاياتالمتحدة الى المنطقة جون وولف الى اسرائيل مساء امس بعدما قطع اجازة كان من المقرر ان يعود منها في مطلع الشهر المقبل، وذلك في محاولة لانقاذ خطة "خريطة الطريق" للسلام. وقالت مصادر اسرائيلية ان الجيش الاسرائيلي اوصى خلال اجتماع أمني ترأسه رئيس الوزراء ارييل شارون صباح امس وحضره وزير دفاعه شاؤول موفاز وقادة الاجهزة الامنية ب"رد عسكري قوي جداً لكنه يترك فرصة لاستمرار العملية السلمية". وفسر محللون ذلك بانه اشارة الى نية اسرائيل تكثيف عملياتها ضد حركتي "المقاومة الاسلامية" حماس و"الجهاد الاسلامي اللتين اعلنتا مسؤوليتهما عن عملية القدس. ورابطت دبابتان اسرائيليتان امس لفترة قصيرة خارج مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في رام الله قبل تأكيد مصادر فلسطينية ل"الحياة" ان دبابات وآليات عسكرية اسرائيلية تجمعت في المساء بكثافة عند "بيت ايل" قرب المدخل الشمالي لمدينة رام الله. وحمّل وزير الشؤون الأمنية الفلسطيني محمد دحلان المسؤولية عن عملية القدس للحكومة الإسرائيلية وحركتي "المقاومة الإسلامية" و"الجهاد الإسلامي" ، ولمح بقوة الى حملة اعتقالات وشيكة تطاول من وقفوا وراء العملية. وجاء هذا الموقف بعدما أكدت مصادر فلسطينية مطلعة ل"الحياة" صباح امس أن رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس أبو مازن "اتخذ قراراً بقطع الاتصالات مع حركتي حماس والجهاد الإسلامي" بسبب عملية القدس، وأن السلطة الفلسطينية بصدد اتخاذ "اجراءات صارمة" ضد الحركتين قد تشمل حملة اعتقالات. وترأس "ابو مازن" مساء امس في غزة اجتماعاً طارئاً لحكومته، قال وزير الاعلام الفلسطيني نبيل عمرو انه سيخصص لتدارس نتائج وتداعيات عملية القدس التي دانتها السلطة الفلسطينية بشدة، ووصفها "ابو مازن" بأنها "لا تخدم مصالح الشعب الفلسطيني على الاطلاق". وأصدر دحلان أوامره إلى الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية، "للبقاء على أهبة الاستعداد لتنفيذ القرارات التي ستصدر عن مجلس الوزراء والقيادة السياسية للشعب الفلسطيني في سياق تطبيق القانون العام واتخاذ كل الإجراءات التي ينص عليها القانون في حق مرتكبي عملية القدس مساء الثلثاء". واضافة الى اجتماع رئيس الوزراء الفلسطيني مع القيادات الامنية وترؤسه اجتماعا للحكومة في غزة، عقد الرئيس عرفات في مقره اجتماعاً مع كبار مساعديه واعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وبعض الوزراء الموجودين في رام الله قبل توجههم الى غزة للبحث في التطورات الاخيرة. وقال مسؤول فلسطيني بعد الاجتماع ان المشاركين فيه ناقشوا الاجراءات التي ستتخذها السلطة ضد منفذي عملية القدس. وترأس عرفات اجتماعاً ثانياً في مقره الليلة الماضية لمتابعة التطورات وتقرير ما ينبغي عمله.