شدد مجلس الحكم الانتقالي في العراق على "الحرص على بناء جسور مع الدول العربية" على رغم ان معظم هذه الدول لا تعترف بشرعيته. وفيما ينهي وفد من المجلس زيارة للامارات في جولة تقوده الى البحرين والكويت للحصول على دعم عربي، أكدت القاهرة أن هذا المجلس "لا يعد سلطة شرعية يمكن التعامل معها على المستوى الرسمي". وأوضح وزير الخارجية المصري احمد ماهر، خلال اتصال هاتفي أمس مع نظيره الكويتي الشيخ محمد الصباح السالم أن مصر تعتبر تشكيل مجلس الحكم الانتقالي في العراق "خطوة يجب أن تقود سريعاً نحو تشكيل حكومة شرعية في العراق يمكن الاعتراف بها دولياً". وأشار ماهر إلى ان قرار مجلس الأمن الأخير رقم 1500 يؤكد صحة الموقف المصري. وكان ماهر اعلن في 11 آب اغسطس اثر اجتماع مع نظيريه السعودي والسوري في القاهرة ان "المجلس لا يمثل السلطة الشرعية" في العراق. كما رفض المستشار في الجامعة العربية هشام يوسف الرد على تصريحات لأعضاء في المجلس رفضوا دعوات للقاء الأمين العام للجامعة بصفة فردية وليس بشكل جماعي. وقال يوسف: "ينبغي أن يتم تركيز الجهود على إنهاء الاحتلال، والإعداد للانتخابات، ومشروع دستور له صدقيته". وكان عضو مجلس الحكم الانتقالي موفق الربيعي اكد الخميس الماضي ان المجلس رفض الدعوات التي وجهتها الجامعة الى اعضائه بصفة فردية للقاء الأمين العام. وأكد رئيس المجلس ابراهيم الجعفري أ ف ب اثر محادثات مع مسؤولين في الامارات، ان المجلس "حريص على بناء جسور" مع الدول العربية، مضيفاً ان "الموقف العام لهذه الدول ايجابي". وأن المجلس "تلقى منذ تشكيله مبادرات عدة للاعتراف به من دول عربية في مقدمها الامارات". وعن رفض مصر الاعتراف بالمجلس قال الجعفري: "ليس لدينا اي عقدة تجاه موقف اي دولة عربية. غير ان المرحلة المقبلة ستشهد تطورات ايجابية". وعن موقف المجلس من رفض الجامعة العربية الاعتراف به قال: "ان مواقف بعض الدول ما زال يشوبها الغموض. الا ان الكثير من مواقف الدول العربية تطور نحو الافضل، لان موقف مصر المتحفظ سيتغير عندما تتضح الحقائق". واضاف "هناك دول عربية عدة بادرت بالاتصال بنا والاعتراف بنا، واخرى يجري الاتصال معها. اما الدول غير العربية التي تلقى المجلس مبادرات منها للاعتراف به فهي تركيا وروسيا وايران ورومانيا واسبانيا التي اوفدت ممثليها الى بغداد وسنقوم بزيارتها قريباً". ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين اماراتيين ان المجلس يسعى للحصول على دعم معنوي، واصفين موقفهم الايجابي من المجلس بأنه خطوة متقدمة على موقف الجامعة العربية، وقالوا ان الوفد يجري مشاورات مع حكومات عربية قبل وضع مسودة اول دستور للعراق بعد صدام حسين. يذكر ان رئيس دولة الامارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أطلق في القمة العربية الطارئة قبل الحرب مبادرة دعت صدام الى التنحي في محاولة لمنع الحرب، لكن القمة رفضت الاقتراح.