أعلنت الشرطة الأفغانية أمس، أن نحو 200 من مقاتلي "طالبان" هاجموا مقراً حكومياً في ولاية بكتيكا جنوب شرقي البلاد وقتلوا ثلاثة جنود، غداة قيام مسلحين بقتل ستة جنود في المنطقة نفسها. وقال دولت خان قائد الشرطة في بكتيكا المحاذية للحدود مع باكستان، إن مقاتلي "طالبان" خطفوا أيضاً أربعة جنود، خلال الهجوم في منطقة تيروا في الولاية ليل أول من أمس. وأضاف أن المهاجمين "أحرقوا المقر بالكامل". وتقع تيروا قرب بارمال حيث قال مسؤولون إن عشرات من مقاتلي "طالبان" قتلوا ستة على الأقل من رجال الشرطة ليل السبت-الأحد، قبل أن يلوذوا بالفرار في اتجاه الأراضي الباكستانية. وصرح مسؤولون بأن 16 من مقاتلي "طالبان" قتلوا في الهجوم على بارمال. وقال خان إن عدد مهاجمي المقر الحكومي في تيروا ناهز ال200 مقاتل، "فروا جميعاً إلى باكستان". وهذا الهجوم الأخير في أعمال عنف اجتاحت البلاد الأسبوع الماضي، ما أثار مخاوف من أن تكون "طالبان" أعادت تنظيم صفوفها انطلاقاً من الحدود الباكستانية. وكان الأسبوع الماضي واحداً من أكثر الأسابيع دموية في أفغانستان منذ أن أطاح تحالف عسكري تقوده الولاياتالمتحدة "طالبان" آخر عام 2001. وقتل 65 على الأقل يومي الثلثاء والأربعاء الماضيين في سلسلة حوادث من بينها انفجار قنبلة في حافلة ركاب واشتباك بين فصائل متناحرة وقتال بين الحكومة ومقاتلي "طالبان" ومكمن نصب لجماعة إغاثة محلية. وأعرب خان عن اعتقاده بأن الغارات على بكتيكا خطط لها في باكستان، ولم يكن من الممكن تنفيذها من دون مساندة من قوات حرس الحدود الباكستانية. وأضاف: "إنهم عادة يخططون هناك ثم يأتون لتنفيذ الهجمات هنا. وحرس الحدود الباكستانية يرى هؤلاء يتحركون عبر الحدود ولا يمنعوهم". وكانت العلاقات بين أفغانستانوباكستان تأزمت في الشهور الأخيرة بسبب اتهام كابول إسلام آباد بالسماح ل"طالبان" وجماعات أخرى، وفي بعض الأحيان مساعدتها، في شن هجمات على الأراضي الأفغانية. وتنفي باكستان تلك الاتهامات، قائلة إنها تبذل ما في وسعها لمساعدة الحرب التي تقودها واشنطن "على الإرهاب". وشكا خان من نقص الذخيرة ونقص المساعدة التي تقدمها كابول وقوات التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة لقوى الأمن المحلية. وقال: "قواتنا لا تملك حتى ذخيرة الأسلحة الخفيفة". وأضاف: "يدمر الأميركيون الذخيرة أينما وجدوها. والحكومة لا ترسل لنا شيئاً، ويحصل الجنود على 800 أفغاني فقط نحو 14 دولاراً في الشهر. وتحت هذه الظروف كيف يمكن لهؤلاء الناس أن يقاتلوا؟ إننا في حاجة ماسة للعون". وضمت وكالة الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين أمس، صوتها إلى المخاوف المتزايدة. وقالت إن نقص الأمن يعد عقبة في سبيل إعادة اللاجئين الأفغان ويؤدي إلى تشريد المزيد. وأضافت في تقرير نصف شهري أن هناك تقارير واردة من شمال أفغانستان تتحدث عن عمليات إحراق متعمدة ونهب وتجنيد إجباري وخطف. وقالت إن مدنيين من بينهم نساء وأطفال أصيبوا خلال اشتباكات بين فصائل متناحرة في ولاية ساريبول.