أعلن رئيس "مجلس التنسيق الدولي" في العراق، ماريك بيلكا، أمس الأحد، ان العراق سيحتاج الى بلايين عدة من الدولارات من مانحي المعونات لتمويل إعادة البناء، والحيلولة دون تعرض موازنة السنة المقبلة لأزمة. وقال بيلكا، النائب السابق لرئيس وزراء بولندا، ان عائدات تصدير النفط لن تكفي أصلاً لتغطية النفقات العامة الحكومية، وبالطبع لن تستطيع تلبية "حاجات إعادة البناء"، لافتاً الى ان تعهدات الجهات الدولية المانحة ستكون بمثابة "شريان الحياة للبلاد". وأوضح في أول اجتماع للمجلس المكلّف تنسيق جهود الإعمار الدولية، ان "حاجات إعمار العراق هائلة وأكبر بكثير من أن تغطيها عائدات تصدير النفط. كما ان الفجوة المالية هائلة". وتأمل الولاياتالمتحدة ان يرتفع انتاج النفط الى مليوني برميل يومياً بما قيمته بين 12 و14 بليون دولار سنوياً بنهاية 2003، ليقترب من المستوى الذي كان عليه قبل الحرب. إلا ان مشاكل خاصة بالبنية الأساسية والتخريب المتكرر تُقلّل من فرص زيادة الانتاج سريعاً. وقد أغلق خط الأنابيب الرئيسي لتصدير النفط الى تركيا الأسبوع الماضي، بعد يومين فقط من استئناف تشغيله، نتيجة مشاكل فنية وهجوم بالقنابل أدى الى اشتعال حريق. كما تحدثت تقارير أمس عن تصاعد سحب الدخان في السماء، إثر اندلاع حريق ثان في خط أنابيب حيوي لتصدير النفط العراقي يمتد الى تركيا. وقال مسؤولون في الموقع انهم يشتبهون في حدوث تخريب. وتعوق أعمال التخريب محاولات الإدارة المدنية الأميركية لاسئتناف الخدمات الأساسية. ومن المقرر ان تجتمع نحو 50 دولة في مدريد يومي 23 و24 تشرين الأول اكتوبر المقبل لمناقشة جهود إعادة البناء في العراق. وتوقع بيلكا ان تتقدم دول عدة بتعهدات مساعدة أو معونات فعلية قبل المؤتمر. ويضم المجلس 13 عضواً الى جانب ممثل عن الأممالمتحدة، لجمع المنح الدولية وتنسيق توزيعها. ولفت بيلكا الى ان التقديرات المحافظة تشير الى ان العراق سيجمع 12 بليون دولار من صادرات النفط السنة المقبلة، وهو الدخل الوحيد للبلاد، فيما تحتاج الموازنة الى مبالغ أكبر. وقال: "ينبغي تمويل معظم حاجات الإعمار من الخارج من المانحين والكونغرس الأميركي. لا يمكنني التحدث عن أرقام محددة، لكننا نتحدث هنا عن بلايين". بريمر من جهته، قال بول بريمر، رئيس الإدارة المدنية الأميركية في العراق، انه سيتعين على "مجلس التنسيق الدولي" العمل عن كثب مع "مجلس الحكم العراقي"، الذي يعكف على وضع موازنة السنة المقبلة. وقال بيلكا للصحافيين بعد الاجتماع المغلق ل"مجلس التنسيق الدولي"، ان "العراق سيصبح من أكبر مواقع البناء في العالم، وبالتأكيد سيكون الأكبر في المنطقة". وأضاف: "إذا أراد أحد أن يكون حاضراً في العراق، وإذا أراد ان يكون لشركته وجود فيه، فيتعين عليه ان يكون موجوداً في المراحل الاولى من إعادة الإعمار". يُشار الى انه في الأسابيع القليلة المقبلة، سيضع "مجلس التنسيق" قائمة بالمشاريع اللازمة لإعادة بناء العراق، وسيعرضها على مانحي المعونات المحتملين. وذكر بليكا انه يتوقع ان يكون التمويل الدولي ضرورياً خلال العامين أو الأعوام الثلاثة المقبلة على الأقل، وذلك للمساعدة في موازنة الوضع المالي للعراق، لافتاً الى ان اقتصاد العراق سيكون بعد ذلك أكثر قدرة على توفير حاجاته من الموارد المحلية.