توفي امس، الرئيس الاوغندي السابق عيدي امين في مستشفى سعودي حيث كان يرقد في حالة حرجة منذ اسابيع. وأكد مصدر طبي مسؤول في مستشفى الملك فيصل التخصصي ل"الحياة" ان الرئيس الأوغندي السابق كان يرقد في قسم العناية المركزة لمدة قاربت الشهر، نتيجة اصابته المفاجئة بغيبوبة تامة. وأوضح المصدر ان أمين توفي صباح أمس إثر فشل العديد من الأعضاء في جسمه. وتوفي امين عن ثمانين عاماً. ودار جدل كبير في شأن الممارسات الدموية لنظامه الذي اطيح عام 1979، وانتقل بعدها للعيش في المنفى وخصوصاً في السعودية. ولم تعلق السفارة الاوغندية في السعودية على وفاة امين كما رفضت عائلته التعليق. ولم يصدر تأكيد رسمي لمكان او موعد دفن عيدي امين، لكن الرئيس الاوغندي يويري موسيفيني قال انه في حال توفي الرئيس السابق في الخارج، يمكن اعادة جثمانه الى البلاد لدفنه. لكن مسؤولين استبعدوا اي تكهنات بأن يحظى بجنازة رسمية. وقال جون ناجيندا مستشار موسيفيني لشؤون العلاقات الاعلامية في كمبالا امس: "لا احد سيقف في طريق العائلة لدى اعادة جثمان امين الى اوغندا. يمكن ان يعاد ويدفن في شكل خاص". واثار امين الذي اعرب عن اعجابه بهتلر، جدلاً حوله داخل افريقيا وخارجها، واتهم بتصفية عشرات الالوف من الناس خلال فترة حكمه الاستبدادي من 1971 حتى 1979. لكن الاوغنديين يعترفون له بأنه طرد آلاف الآسيويين الذين كانوا يسيطرون على اقتصاد البلاد. واستقبل الاوغنديون خبر وفاته بمزيج من الراحة لموت الطاغية وبالحنين لزعيم اطرى عليه كثير منهم لطرده الآسيويين. وقالت الجدة ماري كيميمي 80 عاماً في كمبالا: "لست سعيدة.. لأن امين كان يعمل من اجل السكان المحليين. ظللت اصلي ان يعود يوماً ويصبح رئيساً من جديد. انا افتقده". وقال علي امين احد ابناء الرئيس السابق ان اقاربه في اوغندا يجتمعون حالياً لمناقشة الترتيبات، لكنه رفض التعليق حول مكان الدفن. وكان امين بطل ملاكمة سابق، تولى السلطة في انقلاب عام 1971 وتميزت فترة حكمه بالتصرفات الغريبة وحملات التطهير العنيفة. وقالت عنه اللجنة الدولية للقضاة وهي جماعة حقوقية عام 1977، انه انتهك كل حقوق الانسان الاساسية خلال "عهد من الارهاب". واتهمه منفيون اوغنديون بالاحتفاظ برؤوس مقطوعة في الثلاجة، وانه كان يلقي بالجثث الى التماسيح وانه قطع اوصال احدى زوجاته. وقال البعض انه كان يأكل لحوم البشر. وفي عام 1972، طرد نحو 40 ألف آسيوي، بهدف تحويل اوغندا الى "بلد للسود". وطرد هو من اوغندا عام 1979، بعد تدخل قوات من تنزانيا المجاورة ومنفيون اوغنديون. ومنحته السعودية ملاذاً لأسباب انسانية. وعاش امين وهو مسلم، بهدوء في جدة، على اعانة حكومية مع زوجاته الاربعة وأبنائه الثلاثين. وأفيد ان أمين تلقى تهديدات هاتفية بالقتل خلال فترة علاجه، الأمر الذي استدعى فرض حراسة مشددة عليه من قبل ادارة المستشفى. وولد الرئيس السابق عام 1925 في اسرة قروية من قبيلة كاكوا التي يغلب عليها المسلمون في اروا في منطقة "وست نايل" النائية في اوغندا. وصدم اسلوب حكمه الغريب والوحشي العالم وأثار اشمئزازه. واعلن نفسه ملكاً لاسكتلندا وحظر الخنافس والتنورات القصيرة. وظهر في جنازة عام 1975 مرتدياً تنورة اسكتلندية. وفي مقابلة نادرة عام 1999، ابلغ امين صحيفة اوغندية انه يحب عزف الاكورديون وتلاوة القرآن. وقال ان معظم طعامه ما زال يأتي من اوغندا.