لم يعد خافياً على أحد مدى أهمية شبكة الانترنت وفائدتها الثقافية والعلمية والاجتماعية. ويطلق على الشباب المعاصر لقب "جيل الانترنت". هل سورية هي فعلاً على ايقاع اللحظة بالنسبة الى هذه الشبكة. يشير مصطفى، المدير الفني لاحدى صالات الانترنت في دمشق الى أن أسوأ ما في الأمر موضوع السرعة. "صحيح الوضع أصبح أفضل، لكن الشبكة الالكترونية في سورية لا تزال أبطأ من المطلوب". وترى داليا، مسؤولة عن صالة انترنت دمشقية ان هناك قلة وعي في شكل كبير في استخدام الانترنت. وأرى رجالاً يأتون الى هنا ويبحثون عن المواقع المخلة بالآداب". والمعلوم انه يوجد ما يقارب خمسمئة مقهى انترنت في سورية راهناً. وجعل آخرون من الانترنت وسيلتهم الوحيدة للتسلية ولا تسخدم سارة، خريجة معهد زراعي، الانترت إلا من أجل التعارف. وتقضي يومياً ساعتين "دردشة" للتعرف الى أشخاص جدد. وبرأيها انها بهذه الطريقة تستطيع ان تتملص من الرقابة على علاقاتها الخاصة. أما عمر طالب التجارة فلا شغل له الا "الايقاع" بأصدقائه الشبان من خلال التعريف عن نفسه في "الدردشة" على أنه فتاة "دلوعة" تشعر بالوحدة وتريد الأمان. كثيراً ما يواعد أحدهم ومن ثم يفاجأه بقوله: "تعيش وتأكل غيرها". ويقدم المهندس فراس بكور الذي يدير خادم الانترنت في "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" وجهة نظر الجمعية التي تُعتبر من أهم رعاة الشبكة الالكترونية محلياً. "بدأنا العمل في عام 2000 بنحو خمسمئة مشترك، وسرعان ما وصل العدد الى 45000 مشترك. أنشئ المشروع برؤية واضحة لادخال خدمات الانترنت لكل الشرائح في سورية بأداء عالٍ وأجور مخفوضة. واستخدمت الجمعية أساليب عدة لتفعيل دور الانترنت وذلك من خلال ادخالها بالحياة اليومية. ووضعت خدمات كثيرة ومتنوعة على موقع الجمعية ومنها خدمة الأخبار المتنوعة والمواقع المقدمة ومحركات بحث. وهناك تعاون مع الجمعية وجهات رسمية منها التعاون المشترك مع وزارة التربية لإظهار نتائج الشهادتين الاعدادية والثانوية في شكل مباشر ويتزامن مع صدورها. أما بالنسبة الى حجب المواقع يقول بكور: "ليس سراً أن كل دولة في العالم تراقب كل المعلومات التي تدخل وتخرج من الانترنت". وتحدث بكور عن موضوع السرعة. وأوضح انه يتعلق بعوامل كثيرة منها سرعة الاتصال بالانترنت، والاتصال بين مقسم وآخر، ونوعية مزود خدمة الانترنت. "نحن دائماً نحاول أن تكون الخطوط الدولية الموجودة والتي سعتها 40 ميغابايت كافية لعدد المشتركين. ويرى بكور ان المشكلة الفعلية هي محدودية أجهزة الكومبيوتر "نعمل مع مصرف التسليف الشعبي لكن نصل الى طريقة يستطيع من خلالها المشتركون الحصول على الحسابات وبأقساط على مدى سنين في مقابل 1000 ليرة سورية ما يقارب 10 دولارات أميركية في الشهر". وعلى رغم هذه الاشكاليات، فإن البعض يرى مطالبة الجهات المختصة بأكثر من هذا "أمراً مبالغاً به كما هو رأي زين خريجة كلية الفلسفة التي ترى ان ما وصلنا اليه من تطور في مجال الاترنت جيد ويجب أن نعي مسألة التطور ببطء ويجب ألاّ نطالب الجهات المختصة بما يفوق قدرتها! والمعلوم ان عدد مشتركي الانترنت في سورية هو 130 ألف مشترك تقريباً. ويقدر عدد المستفيدين منها نحو نصف مليون نسمة. ويعلق سامر، الذي يعمل في احدى الصالات: "انني أشبه الانترنت في سورية بالسيارة لكن من دون عجلات، تسير من سيئ الى أسوأ، ولن يحصل أحد على المعلومات اذا بقيت السرعة غير كافية، ومع حجب المواقع "بداعي ومن دون داعي" لن نستفيد أبداً من هذه الحضارة". بينما عبر محمود مسؤول الصيانة الفنية في "كافية انترنت" عن شكره للجمعية ولمؤسسة الاتصالات لأنهما عندما يوقفان الخدمة على الأقل ينوهان بذلك ويستقبلان الشكاوى بصدر رحب. وبحسب رأي المهندس سامر الناشف مدير "مشروع الانترنت الوطني وتراسل المعطيات في المؤسسة العامة للاتصالات الحكومية" أن مشروع الانترنت يتطور بحسب الامكانات "كان لدينا ما يقارب 7000 مشترك ثم صدرت قرارات لتطبيق نشر المعلوماتية، فأزالت المؤسسة كل الاجراءات والشروط لاستخدام الانترنت. وأصبح فقط من خلال الاشتراك وكان هناك اقبال بمعدل 800 طلب وأثناءها قمنا بتنظيم الأمور الفنية والكوادر. وخلال أربعة أشهر توسعت التجهيزات وأصبح هناك نحو خمسة آلاف مشترك. ونتيجة الضغوط قمنا بالتعاون مع احدى شركات القطاع الخاص بأعمال اعادة التأهيل والتوسيع ليصبح لدينا 79 ألف مشترك. والغيت كل الأجور والاشتراكات السنوية والشهرية وأصبحت عملية دخول الانترنت أي الاتصال بالشبكة كسعر أي اتصال هاتفي". ويرى ان موضوع السرعة يرتبط بالخط الهاتفي. ويذكر ان معدل انتشار الهاتف الثابت يبلغ 12 خطاً هاتفياً لكل 100 فرد وسيزداد 20 خطاً في نهاية عام 2003.