منذ ستة أشهر، تنتشر في مدينة حلب مقاهي الانترنت التي وصل عددها الى المئة تقريباً. وتشير هذه الظاهرة الى ارتفاع عوائد الاستثمار في مجال المعلوماتية، على رغم كونها سوقاً مجهولة، نظراً الى غياب دراسات الجدوى والضوابط التي تحددها الحكومة للاستثمار في هذا المجال. واستفاد أصحاب المقاهي من قلة عدد المشتركين في خدمة الانترنت في المدينة، حيث يقدر عددهم بأربعة آلاف مشترك من أصل 15 ألف مشترك حالياً في سورية، عدا المستخدمين عبر الاتصال بمزودي الخدمة في لبنان. ويتوقع البعض استمرار الزيادة في عدد المقاهي خلال الثلاثة أشهر المقبلة. ولربما خفت هذه الظاهرة لاحقاً، خصوصاً على توقع ارتفاع عدد المشتركين في الانترنت من المنازل إذ اعلنت المؤسسة العامة للاتصالات السورية، المزود الوحيد لهذه الخدمة، عن نيتها زيادة سعة شبكة الانترنت لخدمة 200 ألف مشترك بداية السنة المقبلة، على أن تكون السعة الأولية للمشروع بحدود 50 ألف مشترك تصل الى طاقتها القصوى خلال فترة وجيزة. يقول الياس الكيال، مالك مقهى Zein في حي السليمانية الحلبي "ما زلنا متخوفين من تأخر صدور التعليمات الضابطة لتأسيس مقاهي الانترنت، كذلك الشروط القانونية لمنح الترخيص". مضيفاً "ان الربح السريع أغرى الكثير من أصحاب المهن الحرة كالحلاقين والحدادين والنجارين بتغيير مهنتهم الى مقاهي انترنت، ما دامت الحكومة مترددة في وضع آلية تحكم عمل هذا القطاع"، بحسب قوله. ويشاطره الرأي رافي هابويان، مالك مقهى Let's go net في الحي نفسه الذي يضم 20 مقهى، في ضرورة اتخاذ قرارات تحكم عمل المقاهي: "تقدمت بطلب الى قسم التراخيص في قسم البلدية منذ شهور ولم يصدر أي قرار بمنحي الترخيص لأنه أصلاً لا يوجد ترخيص من هذا النوع". مشيراً الى ان قرار مجلس المدينة، بإلزام أصحاب المحال اقفال محالهم الساعة التاسعة ليلاً، يجب ألا يطبّق على مقاهي الانترنت "وأتمنى أن يوافق مجلس المحافظة على الطلبات التي تقدم بها بعض أصحاب مقاهي الانترنت بفتح أبواب المقاهي 24 ساعة أمام الزبائن لأن عملنا يبدأ عندما ينتهي معظم الناس من مشاغلهم وذلك في وقت متأخر من الليل"، كما يقول. ويعتبر حسين وسوف، مالك مقهى "ركن الانترنت" في حي سيف الدولة، ان ارتفاع كلفة الاتصالات المحلية قياساً الى الدول المجاورة "حال دون الاستخدام الهادف للمقاهي إذ يتركز النشاط الأساسي لرواد المقاهي، ومعظمهم من الشبان، على ألعاب الشبكة الأرخص سعراً وغير المفيدة". ويصف محمود سروجي، مالك مقهى compunet في حي سيف الدولة، أداء الخادم الحالي للشبكة بأنه "بطيء وقليل السعة إذ ان البيئة الأساسية للانترنت تتطلب خوادم بمعدل أكثر 10 مرات من تلك المستخدمة". ويطالب هاكوب كوجانيان، سنة ثالثة طب، بتوفير خدمة البريد الصوتي voice mail "لأستطيع الاتصال بأقاربي في الولاياتالمتحدة أسوة بلبنان الذي يوفر هذا النوع من الخدمة والتي يبلغ سعر الاشتراك فيها 120 دولاراً في الشهر من دوم تخصيص عدد محدد من الساعات كما هو الحال في سورية". ويشار الى ان الاشتراك في خدمة الانترنت يتم اما من طريق "الجمعية السورية للمعلوماتية" لأصحاب بعض النقابات المهنية أو لأعضاء الجمعية بسعر 500 ليرة سورية عشرة دولارات تقريباً في مقابل 15 ساعة شهرياً، أو من طريق المؤسسة العامة للبريد بسعر 600 ليرة سورية لعدد الساعات نفسه. من جهته يرى عبدالقادر ابازيد، المختص في ادارة الشبكات، ان حجب بعض مواقع الانترنت من قبل الرقابة لا يتم في صورة دقيقة وعلمية "حيث يمكن تجاوز الحجب في سهولة كما أنه غير ذكي بحجب جميع المواقع التي تحوي كلمة hot بما فيها بعض مواقع لغات البرمجة وأيضاً تُحجب جميع المواقع التي تحوي كلمة اسرائيل بما في ذلك المواقع التي تستخدم لتدمير مواقع اسرائيلية في الشبكة".