دعا وزير الخارجية اللبناني جان عبيد الى ضرورة ضبط سلوك اسرائىل بوقف اعتداءاتها واستفزازاتها اليومية بالخروق وانتهاكها السيادة اللبنانية لأن ذلك اسهل من ضبط رد الفعل عند المستهدفين. ورأى ان "الاحتلال الاسرائىلي المستمر يريد ان يذكّر يومياً بأنه كمن يضع السكين على الجرح". كلام عبيد جاء رداً غير مباشر على الكلام الذي صدر في نيويورك عن منسق عملية السلام في الشرق الاوسط تيري رود لارسن وشجب فيه "الاعمال العسكرية الاخيرة التي حصلت عبر الخط الازرق انطلاقاً من الاراضي اللبنانية الهجوم على مزارع شبعا الاثنين الماضي واتبعت برد عسكري اسرائىلي على الاراضي اللبنانية". وكان عبيد التقى الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة الى جنوبلبنان ستافان دي ميستورا بناء لطلب الاخير، وتناول البحث التراشق الذي حصل في الجنوب وعلى اطراف الجولان. وقال دي مستورا بعد اللقاء ان نداء لارسن الشخصي يظهر ضرورة ان تبذل السلطات اللبنانية جهودها للسيطرة على المنطقة الحدودية باستعمال قواتها، وفي الوقت نفسه هو نداء الى كل الفرقاء لممارسة اقصى درجات ضبط النفس خلال هذه الفترة. وكشف انه سيسافر قريباً الى نيويورك للتشاور، وقال: "نحن قلقون حيال التطورات الجارية في المنطقة ونأمل في ان يكون تم احتواء تلك الحوادث". وأشار الى ان لارسن يدعو في شكل مطرد الى احتواء التحليقات الجوية والمضادات، واصفاً كل هذه النشاطات بأنها خطرة. وقال ان الوزير عبيد عبر عن قلق لبنان حيال الطلعات الجوية "وتوافقنا على ان الحال على امتداد الخط الازرق وفي جنوبلبنان والمنطقة يجب التحكم بها". وأوضح عبيد انه وضع دي ميستورا في اجواء ما يجرى والقلق الذي ينتاب المنظمة الدولية، وقال: "نحن لا نخالفه في هذا الاحساس لكننا ركزنا على مسببات هذا القلق". واعتبر ان اقصر الطرق الى السلام هي في ان يلزم الاميركيون بضبط السلوك الاسرائىلي الذي يقوض كل يوم اسس السلام. ميدانياً سيطر هدوء حذر على طول خط المواجهة جنوباً. وكثفت القوات الاسرائىلية دورياتها، وعملت الجرافات على رفع ساتر ترابي على الخط الممتد من موقع الطهرة غرباً وحتى موقع مغر شبعا لحجب رؤية الجانب اللبناني عن تحرك الآليات الاسرائىلية. وقال النائب محمد فنيش حزب الله تعليقاً على التهديدات الاسرائيلية: "ان المقاومة ايضاً تملك من وسائل الرد على العدو الاسرائىلي مايجعله يندم على اي مغامرة عدوانية يفكر فيها". الى ذلك، دعا وزير الاعلام ميشال سماحة الى قيام تعاون إعلامي لبناني - سوري - فلسطيني لمواجهة المخططات الاسرائىلية "لأن الأخطار المحدقة بنا وإن تفاوتت درجاتها وتنوّعت طرقها إنما هي واحدة". وقال سماحة أمام وفد من جمعية الأخوة الفلسطينية - اللبنانية برئاسة صالح النعراني يرافقه وفد إعلامي فلسطيني من الأراضي الفلسطينية المحتلة: "ان أقصر الطرق الى السلام والأمن في المنطقة هو العودة الى أسس مدريد ومتابعة المفاوضات للوصول الى إحلال سلام عادل ودائم وشامل يأتي بالأمن والاستقرار لكل الناس ويسهم في استئصال الارهاب الحقيقي من كل مجتمعات العالم لأنه يكون استأصله من موقع القرار في اسرائيل ومن يساعدها على تغطية إرهابها". واعتبر ان خرق اسرائيل السيادة اللبنانية وضربها منطقة عين الصاحب في سورية أكبر دليل على هدفها في توسيع دائرة التوتر والمواجهة في المنطقة وقطع الطريق أمام إمكان الذهاب الى مفاوضات حقيقية لإحلال السلام.