قبل 48 ساعة من الجلسة الاستثنائية لمجلس الوزراء المخصصة للبحث في ازمة الكهرباء، استفاق اللبنانيون في معظم المناطق اللبنانية على "الظلمة" بسبب انقطاع غير مفسّر للتيار الكهربائي لم تتضح اسبابه حتى المساء ودفع رئيس البلاد إميل لحود الى القيام بزيارة مفاجئة لمؤسسة كهرباء لبنان حيث سجل غياباً لموظفين وعدم تسهيل امور المراجعين والمشتكين وكانت له ملاحظات على القدرة الإنتاجية للكهرباء. وصل لحود الى المؤسسة قرابة الثانية والربع بعد الظهر، وتوجّه الى مكتب رئيس مجلس الادارة المدير العام كمال الحايك الذي لم يكن في مكتبه لحضوره اجتماعاً في وزارة الطاقة مع الوزير أيوب حميد، فتفقد لحود المكاتب، وكان بعضها خالياً من الموظفين واستفسر عن أسباب غيابهم وطبيعة عملهم. ثم انتقل الى قسم الشكاوى الذي كان يعج بالمواطنين الذين فوجئوا بوصول رئيس الجمهورية وراحوا يعرضون عليه شكاواهم التي تراوحت بين قطع التيار من دون انذار مسبق وبين الفواتير المتراكمة. ولفت لحود وجود موظفين فقط لتلقي الشكاوى، احدهما لم يكن في مكتبه، في حين كانت الحركة عند صناديق الدفع كثيفة. وتدخل رئيس الجمهورية اكثر من مرة لتسهيل مراجعات المواطنين. وانتقل لحود الى مركز قيادة الشبكة واستثمارها واستمع الى شرح قدّمه العاملون في المكتب عن الأسس المعتمدة في توزيع التيار خلال التقنين. ولاحظ ان حركة التحكم في التوزيع لا تزال يومية في انتظار إنجاز مشروع تلزيم إقامة مركز التحكم الآلي. وأوعز بالاسراع في تنفيذه. واطلع على الصعوبات التي تواجه توزيع الطاقة وعلى البيانات الخطية عن حركة المحروقات اليومية والمخزون المتبقي في معامل الانتاج والقدرة القصوى المتوافرة للشبكة لهذا النهار، وأظهرت التقارير ان القدرة الانتاجية الممكن استهلاكها عند الذروة هي 1723 ميغاوات ومجموع القدرة الجاهزة لوضعها على الشبكة هي بحدود 1428 ميغاوات. وطلب تقريراً مفصلاً عن أسباب توقف عدد من المعامل عن الانتاج فضلاً عن العطل الذي حصل في السابعة والنصف صباحاً وشمل كل لبنان. فقُدّم له تقرير مفصّل عن الموضوع. وخلال وجوده في مركز التحكم اليدوي، وصل الحايك ورافق لحود في جولته وشملت مركز المراجعات والشكاوى الهاتفية والآلية التي تعتمد في تلقي اتصالات المواطنين على الرقم 145. ولفت لحود ان عملية ضبط الدوام لا تزال يدوية في غياب الأجهزة الحديثة. وفي نهاية الجولة، أبلغ لحود ملاحظاته لحايك والاجراءات الواجب اتخاذها لتفعيل العمل في المركز الرئيس للمؤسسة لا سيما في قسم الشكاوى والمراجعات لتسهيل أمور المواطنين، وبحث معه في عدد من الخطوات لمعالجة ملف الكهرباء في جلسة مجلس الوزراء الاستثنائية. المؤسسة تبرر الأعطال وأصدرت مؤسسة الكهرباء في وقت متأخر امس، بياناً اوضحت فيه اسباب انقطاع التيار الكهربائي "الذي طاول كل المناطق اللبنانية"، وردت ذلك الى "عطل طارئ على قاطع خط الجية - عرمون - الجمهور 150 ك.ف. ما أدى الى انفصال المجموعات العاملة عن الشبكة وبالتالي الى انقطاع عام للتيار". وأشارت المؤسسة الى ان ابتداء من الساعة السابعة والخمسين دقيقة صباحاً اعيد تدريجاً ربط المجموعات ومباشرة تغذية المناطق، ولفتت الى صعوبات حصلت اثناء التصليح وأدت الى انقطاعات عدة لخطي النقل 66 ك.ف. اللذين يربطان معمل الأولي بمحطة الجمهور الرئيسة التي عادت وسببت في كل مرة انقطاع معظم مجموعات الإنتاج. وأعلنت المؤسسة "ان هذه الانقطاعات المتلاحقة دفعت إدارة المؤسسة الى إحالة ملف هذه القضية الى التفتيش المركزي لإجراء التحقيقات الضرورية واتخاذ الإجراءات القانونية والإدارية اللازمة". وكان الحايك بحث مع حميد في التقرير الذي سيرفع الى مجلس الوزراء والذي سجل عجزاً شهرياً بقيمة 18 بليون ليرة نتيجة ارتفاع بند "مشترى الطاقة" في النفقات بنسبة 25 في المئة وارتفاع المتوجبات المالية المترتبة على المؤسسة من 153 بليوناً عام 2002 الى 287 بليوناً في الأشهر السبعة الأولى من السنة. وطالب التقرير بإقرار الزيادة على رسم الاشتراك الثابت لفترة محددة ومنح سلفة خزينة بمقدار 100 بليون ليرة لتغطية فوارق اسعار المشتقات النفطية او ايجاد حل بديل لتأمين السيولة التي تحتاج إليها المؤسسة لتأمين المحروقات حتى عودة الاسعار الى سابق مستوياتها. وأثار وفد من جمعية تجار بيروت برئاسة نديم عاصي موضوع الكهرباء مع رئيس الحكومة رفيق الحريري. ودعا عاصي الى حل جذري في جلسة مجلس الوزراء "لأنه لا يجوز ان تدفع شريحة كبيرة من الشعب اللبناني المتوجبات على الكهرباء وتتلكأ البقية عن الدفع".