يبدأ القاضي البريطاني براين هوتون اليوم جلسات الاستماع في التحقيق في وفاة خبير الأسلحة البريطاني ديفيد كيلي الذي كان مصدر المعلومات حول تضخيم الحكومة البريطانية التهديد الذي كان يمثله العراق بهدف تبرير الحرب عليه. ويسلط التحقيق الاضواء على صدقية رئيس الوزراء توني بلير الذي يواجه اسوأ ازمة منذ بدء حكمه قبل ست سنوات. وذكرت صحيفة "صاندي اكسبرس" الاسبوعية البريطانية أمس ان وزير الدفاع البريطاني جيفري هون قد يدفع ثمن انتحار كيلي، وانه قد يقدم استقالته عندما يعلن القاضي نتائج التحقيق. ويعتبر هون مسؤولاً عن كشف اسم كيلي كمصدر للمعلومات التي بثتها هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي عندما ذكرت ان الحكومة بالغت في الملف حول التهديد العراقي. ونقلت الصحيفة عن مصدر حكومي لم يكشف عن اسمه "ان هون سيدفع الثمن عن الحكومة بأكملها ... سيكون الضحية على امل ان تنقذ استقالته توني بلير". وأضافت: "لا احد يعتقد بأن هون هو المسؤول الوحيد عن تسريب اسم كيلي وان ذلك ما كان حدث لولا موافقة داونينغ ستريت، ولكن هون يمكن استبداله اما رئيس الوزراء فلا". وكان خبير الاسلحة اثار جدلاً كبيراً بين الحكومة البريطانية ومحطة "بي بي سي" التي نقلت عن احد صحافييها اندرو غيليغان ان حكومة بلير ضخمت المعلومات عن اسلحة الدمار الشامل العراقية من اجل تبرير الحرب على العراق. وتبين ان كيلي نفسه كان وراء هذه المعلومات. ويفترض ان يكون غيليغان اول شاهد يستمع اليه القاضي هوتون عندما يبدأ جلسات الاستماع اليوم. كما يفترض ان يمثل هون وبلير اللذان يقضيان حالياً اجازتيهما في الخارج، امام القاضي للادلاء بشهادتهما في التحقيق الذي يستغرق شهرين على الاقل. ووجد كيلي 59 عاماً جثة هامدة في 18 تموز يوليو الماضي قرب منزله على بعد 70 كلم من لندن بعدما وضع حداً لحياته على الارجح بقطع شرايين معصمه. وشيع جثمانه الاربعاء الماضي في احتفال بسيط بعد 19 يوماً على وفاته ودفن في غابة قرب منزله في مقاطعة اوكسفوردجنوب انكلترا. الى ذلك، طالب زعيم حزب المحافظين المعارض رئيس الوزراء بتقديم اعتذار عن التصريحات التي ادلى بها الناطق باسمه والتي شبّه فيها ديفيد كيلي بالشخصية الخيالية وولتر ميتي.