تجمع نحو 300 شخص امام متجر للالعاب في نيويورك يحدقون في دمية على شكل ديناصور يزأر في وجه الزبائن. وبدا المتجمعون كما لو كانوا متحجرين ثم سقطوا على الارض وهم يصرخون ويلوّحون بأيديهم في الهواء في حلقة جديدة من احدث صيحة تجتاح العالم مما يطلق عليه "التجمعات الخاطفة". وفيما هرع العاملون بمتجر "تويز آر اس" في ميدان تايمز لاستدعاء الأمن تفرق الحشد بالسرعة نفسها التي تجمع بها. والتجمع الخاطف الذي جرى في وقت متأخر من ليل الخميس الماضي هو السادس من نوعه في نيويورك. ويجرى تنظيم تلك التجمعات من طريق البريد الالكتروني، اذ يتلقى المشاركون رسائل تدعوهم للتوجه الى مكان معين في وقت معين والقيام بأمر معين. وفي اليوم نفسه توجه نحو 200 الى متجر للاثاث في لندن ولديهم تعليمات بأن يجروا مكالمات بأجهزتهم المحمولة يمتدحون فيها المعروضات، وذلك في اول تجمع خاطف تشهده بريطانيا. وبدأت الفكرة في نيويورك في حزيران يونيو على يد رجل يدعى بيل أرسل رسالة الكترونية الى بعض اصدقائه. ومنذ ذلك الحين انتشرت الصيحة في كل أنحاء الولاياتالمتحدة ثم امتدت الى مدن كثيرة في أوروبا. ووقع اول تجمع خاطف في اوروبا في روما الشهر الماضي عندما احتشدت مجموعة في محل للكتب وأغرقت العاملين باستفسارات عن كتب لا وجود لها. وفي متجر "تويز آر اس" في نيويورك قالت ماريا بيترز السائحة من تكساس: "التقطوني من الطريق وأعطوني توجيهات. كان الامر اشبه بلعبة عقلية كبيرة". ومن الأماكن الاخرى التي شهدت تجمعات خاطفة في نيويورك متنزه سنترال بارك حيث راح حشد يصفر كالطيور ويصيح كالديوك. وكذلك احد فنادق "حياة" حيث انفجر الحشد في التصفيق. ويفضل المنظمون ان يبقوا مجهولين، لكنهم يقولون ان متعة التجمعات الخاطفة تكمن في عبثيتها وطبيعتها غير المبررة. لكنهم يرون ان الصيحة الجديدة قد تصبح مجرد زوبعة في فنجان. وقال رجل اثار الشك في انه من منظمي تجمع متجر "تويز آر اس": "لسوء الحظ التغطية الاعلامية ستدمر الصيحة إن آجلا أو عاجلاً... في المرة المقبلة أو التي تليها لن يعتقد الناس انها لطيفة. اذ لن تصبح حقيقية وانما دعاية اعلامية".