قال الشريف علي بن الحسين ان الهدف من زيارته للمراجع الدينية الشيعية في النجف هو "أخذ المشورة منها في قضايا شرعية وإنسانية، وفي المقدمة منها تشكيل مجلس دستوري عراقي" وأضاف في حديث الى "الحياة" انه اتفق مع المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني على "ان يتم اختيار أعضاء المجلس بالانتخاب الحر المباشر". وشكك الشريف علي الذي يدعو الى اقامة هيكلية دستورية في العراق، في الوعود التي قطعها الأميركيون للعراقيين، مشدداً على انه "متيقن من ان الأميركيين لن يوفوا بوعودهم. فالأوضاع الأمنية والاقتصادية والإدارية أسوأ من قبل. وفي كل يوم يسقط عراقيون ضحايا لإطلاق النار من القوات الأميركية". وفيما يأتي نص الحديث: لماذا زيارتكم لآية الله السيستاني قبل ايام؟ - من اهتمامات سماحة السيستاني العمل على تحسين وضع العراقيين ومساندة اي تحرك يصب في منفعة المواطن العراقي. ولأن العراق يمر بمرحلة مصيرية، حرصت على زيارة سماحته لأخذ المشورة منه في قضايا شرعية وانسانية، وفي المقدمة قضية تشكيل مجلس دستوري عراقي. واتفقنا على ان يتم اختيار اعضاء المجلس بالانتخاب الحر المباشر من الشعب العراقي. كما طرحت على سماحته ضرورة ان يكون لرجال الدين والحوزة العلمية في النجف الأشرف دور في مستقبل العراق السياسي. كما ناقشت معه اوضاع العراقيين ووضع قوات الاحتلال الاميركي. كيف قرأتم موقف السيستاني من موضوع اقامة حكم ملكي في العراق؟ - لم يتطرق سماحة السيستاني بشكل مباشر الى القضايا السياسية، لكنه اكد اهمية وجود حاكم عادل في العراق. وهذا هو المهم. قيل انكم نقلتم رسائل من اطراف ثالثة الى السيستاني؟ - نحن لا ننقل الرسائل، وأية أطراف يمكنها الاتصال مباشرة بسماحة السيستاني ومعرفة رأيه. ما هي طبيعة خلافاتكم مع مجلس الحكم العراقي الانتقالي بالضبط؟ - لا توجد خلافات مع اعضاء مجلس الحكم. الخلاف هو على هيكلية المجلس. ونحن لدينا اعتراضات كثيرة، لأنه لم يجر انتخابه من الشعب العراقي. الاميركيون هم من اختاروا اعضاء المجلس، وتحديداً الحاكم الاميركي المدني بول بريمر. كما ان اعضاء المجلس لا يتمتعون بأي مساحة للتحرك بشكل مستقل، ربما كان على الاميركيين ان يكونوا مسؤولين عن قطاع الامن والنفط الى حد ما والسياسة الخارجية. لكن ان يكونوا مسؤولين عن الصحة والتعليم والزراعة والري، فهذا مرفوض من طرفنا. كنا نتمنى على مجلس الحكم ان يصدر قرارات في شأن سيادة العراق وتحديد فترة زمنية لرحيل الاحتلال الأميركي ووضع حد للتدخل الأميركي في صوغ الدستور واختيار اعضاء المجلس الدستوري. كل هذه الامور ناقشتها مع سماحة السيستاني. هل انتم مرتاحون الى الوعود التي قطعها الاميركيون للعراقيين، ألديكم مخاوف من الطرف الاميركي؟ - لدي اكثر من مخاوف، بل لدي يقين من ان الاميركيين لن يوفوا بوعودهم للعراقيين. فالاوضاع الامنية والاقتصادية اسوأ من قبل والوضع الاداري سيئ جداً. كما انه، كل يوم يسقط عراقيون ضحايا لإطلاق النار من طرف القوات الاميركية. أضف الى ذلك عمليات الدهم التي ينفذها الاميركيون ضد مساكن العراقيين. الجاري الآن هو ان الاميركيين اتوا الى العراق لحل مشاكله فأصبحوا هم المشكلة!. كيف هي اتصالاتكم مع الدول العربية؟ - اتصالاتنا مستمرة واطلب من العرب من خلال هذا الحوار ان يُعيّنوا ممثلاً لهم في بغداد وان يساعدوا العراقيين في المحافل الدولية، وان لا يتركوا القضية العراقية بيد الاممالمتحدة والاميركيين. هل علاقتكم مع دوائر القرار في الاردن فاترة، وماذا عن اتصالاتكم مع المملكة الاردنية في الوقت الحالي؟ - نحن نطور علاقتنا مع الاردن، ونؤمن ان للأردن دوراً مهماً جداً بالنسبة الى العراق واتوقع ان تشهد الفترة المقبلة، تطوراً في العلاقة العراقية - الاردنية.