بعدما خسرت الحكومة المصرية مقعد نقيب الصحافيين، جاءت الضربة التالية بفوز ثمانية من المحسوبين على تيارات سياسية معارضة بمقاعد في مجلس نقابة الصحافيين، أي ثلث المقاعد، لتفاجئ نتائج انتخابات النقابة التي أجريت أول من امس الحكومية التي سعت عبر طرق عدة إلى ضمان السيطرة على مقعد النقيب الذي فاز به المرشح الناصري جلال عارف متفوقاً على المرشح الحكومي صلاح منتصر، فيما أسفرت النتائج النهائية عن فوز أربعة من المحسوبين على التيار الإسلامي في انتخابات المجلس وهم: ممدوح الولي ومحمد عبد القدوس وصلاح عبد المقصود ومحمد خراجه، وأربعة من المحسوبين على التيار الناصري وهم: يحيى قلاش وياسر رزق وإبراهيم منصور وجمال فهمي، واكتملت عضوية المجلس بأربعة صحافيين مستقلين هم: ابراهيم حجازي وأحمد موسى وأحمد النجار ورفعت رشاد. وإضافة إلى تفوق المعارضة وخسارة الحكومة عكست النتائج رغبة عارمة في تغيير الوجوه التي قادت العمل النقابي الصحافي لفترة طويلة، إذ لم يضم المجلس الجديد سوى أربعة فقط من أعضاء المجلس القديم وهم: قلاش وحجازي وعبد المقصود الولي، والاثنان الأخيران محسوبان على التيار الإسلامي الذي بدا وكأنه كان الأكثر تأثيراً في توجيه أصوات الناخبين، إذ ضمت اللائحة التي طرحتها جماعة "الإخوان المسلمين" اسماء مرشحين ينتمون إلى تيارات مختلفة إضافة إلى الأربعة الذين فازوا فعلاً. ويشكو الصحافيون الشباب من بقاء رؤساء مجلس إدارة ورؤساء تحرير صحفهم في مقاعدهم لمدد تخطت في بعض الحالات العشرين سنة، الأمر الذي رأى بعضهم أنه كان وراء المشاكل التي تعانيها المؤسسات الصحافية التي عانت من الركود وعدم تجديد دماء قياداتها، وبدا أن الصحافيين أرادوا توجيه رسائل إلى الدولة باختيار نقيب وأعضاء مجلس غالبيتهم من المعارضة لتحقيق إصلاح صحافي يشمل رفع القيود عن المهنة وإلغاء القوانين المقيدة لحرية النشر وتحسين الأحوال المعيشية للصحافيين من دون رشاوى انتخابية، ومنح الشباب من الصحافيين الذين صاروا يقودون العمل النقابي فرصة لقيادة العمل المهني في المؤسسات الصحافية. وفاز جلال عارف الذي ينتمي إلى مؤسسة "أخبار اليوم" بمنصب النقيب بحصوله على 1785 صوتاً بنسبة مئوية بلغت 55 في المئة، مقابل 1415 صوتاً حصل عليها أقرب منافسيه صلاح منتصر "الأهرام"، فيما حصل إبراهيم الدسوقي "وكالة أنباء الشرق الأوسط" على 32 صوتاً، وأسامة عبد الصبور على 6 أصوات، وفايز زايد على 10 أصوات، ويسرية حسن على 7 أصوات. وأكد المستشار محمد المنسي رئيس اللجنة القضائية التي أشرفت على عملية الاقتراع أن الانتخابات جرت بصورة نزيهة ونظيفة تحت إشراف قضائي كامل والتزمت اللجان القضائية الحيدة التامة خلال العملية الانتخابية وحتى إعلان النتائج في 16 لجنة انتخابية بالإضافة إلى لجنة الاسكندرية التي أبلغ نتائجها رئيس محكمة الاسكندرية الابتدائية، مشيراً إلى أن عدد أعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحافيين 4332 حيث أدلى بصوته 3328 صحافياً. وبلغ عدد الأصوات الصحيحة الخاصة بمنصب النقيب 3255 مقابل 73 صوتاً باطلا. ويصف النقيب الجديد عارف نفسه بأنه نقيب مستقل، وكان رشح نفسه غير مرة لمنصب النقيب خلال السنوات الماضية، إلا أنه لم يوفق، أما منتصر الكاتب في صحيفة الأهرام ورئيس تحرير مجلس أكتوبر سابقاً، فتعد هذه المرة الأولى التي يشارك فيها في انتخابات نقابة الصحافيين. ويشار إلى أن عارف سيخلف إبراهيم نافع في منصب رئيس اتحاد الصحافيين العرب. كما يذكر أن ولاية نقيب الصحافيين المصريين تستمر سنتين قابلة للتجديد مرة واحدة في حين تستمر ولاية أعضاء مجلس النقابة أربع سنوات.