اكدت الخارجية الايرانية نجاح الاختبار النهائي لصاروخ "شهاب - 3" المتوسط المدى والذي يطال اسرائيل، كما ان بإمكانه استهداف القوات الاميركية المنتشرة في مياه الخليج والمحيط الهندي. وسارعت الولاياتالمتحدة واسرائيل الى اعلان قلقهما مما اكدته طهران، خصوصاً ان انضمام هذا السلاح الى أسلحة الجيش الايراني يشكل تطوراً نوعياً في القوة الايرانية، اذ يصل مداه الى 1300 كيلومتر، حسبما اكد مسؤولون ايرانيون في وزارة الدفاع. وقال حميد رضا آصفي الناطق باسم الخارجية الايرانية ان "التجاربة جرت قبل اسابيع وان مدى الصاروخ هو ما أعلناه سابقاً، وليس الأمر جديداً، لكن من الواضح ان الاسرائيليين متأخرون قليلاً في معلوماتهم". واعتبرت اسرائيل اف ب تأكيد ايران انجاز التجربة الاخيرة لصاروخها البالستي "مقلقاً جداً" لانه "يعرض اسرائيل لضربات محتملة"، وقال الناطق باسم الحكومة الاسرائيلية افي بازنر: "ابلغنا اصدقاءنا الاميركيين والاوروبيين بمخاوفنا. يجب فعل كل شيء لمنع ايران من الحصول على اسلحة نووية. ان الجمع بين صاروخ شهاب-3 والسلاح النووي يشكل تهديداً خطيراً جداً على استقرار المنطقة". وكان آصفي يرد في مؤتمر صحافي على المعلومات التي نشرتها صحيفة "هآرتس" عن التجربة الأخيرة لصاروخ "شهاب - 3". وتركز أوساط وزارة الدفاع الايرانية في حديثها الى "الحياة" على الطابع الدفاعي للصاروخ، وتؤكد ان"شهاب - 3" يشكل "قوة لايران والدول الاسلامية"، وان صناعته تدخل في اطار "سياسة الردع الذاتي" الايرانية التي تقضي بدفع أي عدو الى التأمل كثيراً قبل التفكير بالقيام بأي اعتداء ضد ايران". وكانت أولى التجارب على الصاروخ بدأت في تموز يوليو العام 2000، لكن التجربة النهائية التي كُللت بالنجاح تأتي وسط تطورات مهمة في المنطقة والعالم في ظل ارتفاع حدة التهديدات الاميركية والاسرائيلية لايران. واظهرت هذه المعطيات عزم ايران على الاستمرار في تعزيز قدراتها العسكرية من الأسلحة التقليدية. ويرى بعض المراقبين ان تأكيد نبأ هذه التجربة جاء متزامناً مع الزيارة التي يبدأها غداً لطهران محمد البرادعي رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وان طهران أرادت ارسال رسالة مفادها ان جهودها التسليحية تنصب على الأسلحة التقليدية في ظل نفيها المتكرر لوجود أي سعي لامتلاك الأسلحة النووية. وشهدت صناعة الصواريخ الايرانية خلال السنوات الأخيرة تطوراً ملحوظاً، فبالاضافة الى صاروخ "شهاب - 3" جرى اختبار لإطلاق صاروخ "شهاب - 4" القادر على حمل أقمار اصطناعية الى الفضاء، ولم ترشح معلومات عما وصل اليه العمل في تطوير هذا الصاروخ، كما اعلن في آب اغسطس من العام الماضي عن تجربة لصاروخ مضاد للصواريخ. ويعتبر الملف الصاروخي واحداً من الملفات الاخرى التي يشتد السجال حولها بين ايرانوالولاياتالمتحدة.