عقد الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي وزير الدفاع والطيران المفتش العام محادثات مع الرئيس علي عبدالله صالح امس في اليوم الثاني من زيارته لليمن، بعدما رأس وفد المملكة الى اجتماعات الدورة ال15 لمجلس التنسيق السعودي - اليمني. وتركزت محادثات الأمير سلطان مع الرئيس علي صالح، والتي حضرها عن الجانب اليمني رئيس الوزراء عبدالقادر باجمال ووزير الخارجية أبو بكر القربي ووزير الداخلية اللواء رشاد محمد العليمي، وعن الجانب السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، على القضايا والمواضيع المطروحة على جدول أعمال مجلس التنسيق، إضافة الى تعزيز التعاون الامني في مكافحة الارهاب وتوسيع نطاق التبادل التجاري والاقتصادي والاستثماري والسياسي والثقافي بين البلدين. وكانت اجتماعات مجلس التنسيق تناولت مجالات التعاون ومستواه الحالي وآفاق تعزيزه مستقبلاً، خصوصاً في الجانب الاقتصادي، اذ تتطلع الحكومة اليمنية الى توسيع دائرة الشراكة مع السعودية واستقطاب الرأسمال السعودي للاستثمار في اليمن وتطوير آليات التعاون القائم وتفعيل دورها في تنفيذ الاتفاقات بين البلدين اضافة الى تحسين اوضاع العمالة اليمنية في السعودية، وتقويم مستوى التعاون الامني ومكافحة الارهاب في ضوء الاتفاق الامني بين البلدين وضبط الحدود المشتركة لمنع التهريب وتسلل العناصر المطلوبة امنياً عبرها وتبادل المعلومات عن العناصر الفارة وتبادل تسليم المجرمين والمطلوبين. وفي هذا السياق، اكد باجمال في كلمة افتتاح اجتماعات مجلس التنسيق "العمل لتطوير الآليات المتبعة في اتجاه المزيد من التفاعل والحركة وبعيداً عن الطرق الادارية الرتيبة"، مشيداً بتجاوب الأمير سلطان مع هذه الافكار. واشار باجمال الى ظاهرة الارهاب وتعاون البلدين لمحاربته وقال ان "الارهاب لا يستند الى ثوابت عقيدية وقيمية وانسانية وان الظاهرة تنامت بشكل خطير وأضحت تهدد امن شعوبنا وبلداننا، مؤكداً ان أمن اليمن هو من امن السعودية وان مسائل الامن والطمأنينة تمثل عمقاً اساسياً كاملاً ومصيراً واحداً في البلدين ولهذا فإن البلدين سيعملان معاً لمكافحة هذه الظاهرة"، مبدياً ارتياحاً الى مستوى التعاون الامني بين البلدين. وقال الأمير سلطان، في كلمته رداً على باجمال، ان هذه الدورة لمجلس التنسيق اليمني - السعودي "تمثل محوراً بارزاً تقوم عليه العلاقات المتميزة بين اليمن والسعودية وبين الشعبين الشقيقين". وتحدث عن مجالات التعاون بين الجانبين بما يحقق المصالح المشتركة وفتح آفاق جديدة للعلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بينهما. واشار الأمير سلطان الى "ضرورة تعزيز الجهود بين البلدين واهميتها لمواجهة مخاطر الارهاب الذي اصبح ظاهرة يعاني منها العالم"، مبدياً ارتياحه الى ما انجزته وحققته قيادتا وزارتي الداخلية في البلدين حيال هذه المسألة. وتطرّق الأمير سلطان الى جهود اليمن والسعودية تجاه قضايا الامتين العربية والاسلامية متمنياً ان تتحقق للشعب الفلسطيني آماله في دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وللشعب العراقي الشقيق أمانيه في الاستقرار والرخاء حتى يتبوأ المكانة اللائقة به اقليمياً ودولياً. وسادت اجواء حميمة زيارة الأمير سلطان لليمن. ولقي استقبالاً وترحيباً شعبياً ورسمياً كبيراً، مما دفعه الى التساؤل بعد القاء كلمته في الافتتاح: "هل احمل الجنسية السعودية ام الجنسية اليمنية. انني اصبحت أشك في امري لكثرة التصاقي بهذا البلد اليمن وتعايشي مع اخواني لاكثر من 40 عاماً في السراء والضراء". وخرج آلاف اليمنيين لاستقبال الأمير سلطان وتحيته أثناء جولته امس على المعالم التاريخية والاثرية في مدينة صنعاء، وعندما وضع حجر الاساس لانشاء مجمع للمعاهد التقنية والمهنية وخلال زيارته لمشروع المستشفى العسكري الجديد في صنعاء.