قالت صحيفة "نيويورك تايمز" امس ان الولاياتالمتحدة تسعى الى توسيع وجودها العسكري في بلدان عربية في شمال افريقيا وفي بلدان افريقية جنوب الصحراء الكبرى من خلال اتفاقات جديدة لتمركز قواتها ومناورات تدريب تهدف الى التصدي لتهديد ارهابي متزايد في المنطقة. وأوضحت الصحيفة ان البنتاغون يريد ان يعزز الصلات العسكرية مع حلفاء مثل المغرب وتونس، كما يسعى الى الحصول على تسهيلات بعيدة الامد لاستخدام قواعد في بلدان مثل ماليوالجزائر، يمكن لقوات اميركية ان تستخدمها للتدريب بشكل دوري او لضرب ارهابيين. ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤولين في وزارة الدفاع الاميركية قولهم انه لا توجد اي خطط لبناء قواعد عسكرية دائمة في افريقيا، بل تريد "القيادة الاوروبية للولايات المتحدة"، التي تشرف على العمليات العسكرية في معظم افريقيا، بدلاً من ذلك ان تستخدم القوات الاميركية الموجودة حالياً في اوروبا بوتيرة اكبر معسكرات او مطارات في افريقيا. واشارت الصحيفة الى ان هذه القيادة ستبعث في الخريف المقبل مدربين للعمل مع قوات من أربع دول في شمال افريقيا في مجال القيام بمهام الدورية وجمع معلومات استخباراتية. ولا تزال بعض الخطط قيد الاعداد وستحتاج الى موافقة وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد او كبار مساعديه. لكن مبادرات عسكرية اخرى في افريقيا هي قيد التنفيذ حالياً او ستبدأ قريباً، بحسب الصحيفة. وقال الجنرال جيمس إل. جونز قائد "القيادة الاوروبية" في مقابلة اُجريت معه الاسبوع الماضي ان "افريقيا، كما تبيّن الاحداث الاخيرة، تمثل بالتأكيد مشكلة متزايدة". واضاف: "اذ نتابع الحرب العالمية على الارهاب، سيتعيّن علينا ان نذهب حيثما يوجد الارهابيون". ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري كبير قوله انه منذ انتهاء المعارك الرئيسية في العراق، حوّلت الولاياتالمتحدة طائرات استطلاع واقماراً اصطناعية لمراقبة المنطقة عن كثب وتقاسم المعلومات مع حكومات هناك. ولفت مسؤولون في الاستخبارات الاميركية الى ظهور مؤشرات الى وجود لتنظيم "القاعدة" في هذه المنطقة وصلات لها بمنظمات ارهابية محلية، مثل "الجماعة السلفية" في الجزائر التي خطفت اكثر من 30 سائحاً اوروبياً في وقت سابق السنة الجارية. وقالت الصحيفة ان مساعي البنتاغون لتوسيع الصلات وتعزيزها في افريقيا تلقى ردوداً ايجابية عموماً من الكثير من بلدان افريقيا. ونقلت عن ادريس الجزائري سفير الجزائر لدى الاممالمتحدة قوله "اننا مهتمون كثيراً بتوسيع تعاوننا مع الولاياتالمتحدة في مجالات مدنية وعسكرية. سنكون مستعدين للتعاون في تدريب فرق افريقية لمكافحة الارهاب لمعالجة هذا التحدي المشترك". وافاد التقرير ان القوات الخاصة الاميركية ولواء الجيش ال173 المحمول جواً اجرى مناورات مشتركة مع قوات مغربية في السنوات الثلاث الماضية، ونقل عن مسؤولين عسكريين اميركيين قولهم انهم يرغبون في توسيع وزيادة هذه الاتصالات المباشرة.