تحاول مؤسسة جديدة ترويج ما تسميه "البن الاخلاقي" في الاسواق في مختلف أنحاء العالم، مثلما تروج مجموعة "ستارباكس" الاميركية قهوة الكابوتشينو الايطالية في الولاياتالمتحدة وانحاء أخرى من العالم. انها مؤسسة "أوتز كابيه"، واسمها يعني "بن جيد" في احدى لغات المايا القديمة. وتسعى المؤسسة الى تحسين مستوى معيشة مزارعي البن الفقراء الذين اضيروا كثيراً بانخفاض أسعاره الى مستويات متدنية قياسية، بالاضافة الى احوالهم المعيشية غير الانسانية. وتسعى المؤسسة الى تحقيق هذا الهدف من دون رفع أسعار التجزئة فوق مستوى يقبل به الزبون. وبانخفاض اسعار البن الى نحو نصف ما كانت عليه قبل أربعة أعوام بسبب وفرة الانتاج، تعرضت شركات البن الى نتقادات حادة لجنيها مكاسب طائلة بينما يعاني المزارعون الفقراء. قال فارد دو غرووت، الذي بصفته رئيساً لقسم البن في سلسلة متاجر "أهولد" الهولندية: "لا أريد استخدام عمالة الاطفال. وأريد اثبات هذا. أريد أن يكون هناك تعليماً مجانياً في مزارع البن. كما اريد توازناً في البيئة". وابتكر دي غرووت شعار "البن الاخلاقي" بعد زيارة لغواتيمالا صعق فيها لتسخير الاطفال في جمع البن والاحوال المعيشية المتردية وغير الصحية التي يعيشون فيها. وانفصلت "أوتز كابيه" في الاونة الاخيرة عن سلسلة مخازن "أهولد" لتصبح مؤسسة مستقلة تشتري البن بأسعار أعلى من الاسعار التي تتعامل بها المؤسسات الرئيسية. ومنحت "أهولد" شهادات لكل مزارع البن التي تشتري منها 12 ألف طن سنوياً. وتحصل مزارع البن على هذه الشهادات من "أوتز كابيه" بعد التعهد بالتزام ميثاق يضمن اجوراً عادلة وخدمات صحية لعمال مزارع البن والحد من المخلفات والتلوث. وعلى خلاف "أوتز كابيه"، تدعم حركة "التجارة العادلة" المزارعين بضمان الحد الادنى لدخولهم. ولكن عدداً محدوداً من المتسوقين يستطيع الشراء بهذه الاسعار. وقال ديفيد روزنبرغ مدير "أوتز كابيه": "فاز البن العضوي وبن التجارة الحرة ولكن هناك حداً لنمو هذه الشرائح. القضية ان 95 في المئة ليسوا في هذا الاطار". وقال دي غرووت ان الابتعاد عن الحد الادنى للاسعار الذي تعرضه حركة التجارة العادلة يسمح ل"اوتز كابيه" ببيع البن بأسعار تنافسية، ولكن لن تزيد من الوفرة في الاسواق التي تسببت في تدني أسعار البن. كما ان الحد الأدنى للأسعار على نطاق واسع سيشجع على زيادة الانتاج وبالتالي مزيد من انخفاض الاسعار. وتشتري حركة التجارة العادلة رطل البن العالي الجودة من صنف أرابيكا بمبلغ 1.26 دولار، اي نحو ضعفي السعر الحالي في بورصة نيويورك للعقود الاجلة. وقال دي غرووت: "نحن ندفع علاوة استمرار في أوقات الأزمات. ولكنني لا أسمح لاحد أن يقول لي ادفع هذا أو ذاك. انه بين المورد وبيني. واذا لم يحصلوا على السعر الذي يريدونه لبن مثل هذا فانهم سيتوقفون عن الانتاج وهذا شيء لا أتحمله". وهناك مشاعر متباينة في حركة التجارة العادلة تجاه "أوتز كابيه" والبعض يتساءل عن مدى التحسن الذي سيتحقق بالنسبة إلى المزارعين. وقالت ريتا أوبنهيوزن المتحدثة باسم مؤسسة "ماكس هافيلار" الهولندية الرائدة في تطوير مفهوم التجارة العادلة: "انها خطوة ايجابية". وأضافت ان "ماكس هافيلار" لا تعتبر "أوتز كابيه" منافساً حقيقياً حتى الان وانها ابتعدت عن الاضواء. وتناضل "أوتز كابيه" لاقناع المشترين بمبدأ "البن الاخلاقي" الذي تدعو اليه. وقال دي غرووت: "تبلغ نسبة المهتمين بمبادئ أوتز كابيه عشرة في المئة على الاكثر. باقي التسعين في المئة لا يهتمون كثيراً أو لا يعرفون. لا نريد اعطاء التسعين في المئة انطباعاً بأننا غيرنا بن أوتز كابيه. وهذا لم يحدث. يجب أن نولي اهتماماً كبيراً بأن يستمر التسعون في المئة في شراء هذا البن لانهم يحبون جودته". وقالت روزنبرغ ان شعار "البن الاخلاقي" قد يكون يناسب شركات بن أصغر عالية المستوى مثل "سيمون ليفلت" الهولندية و"فريلي" النروجية و"جافا تريدينغ" الاميركية، وجميعها وقعت عقوداً مع "أوتز كابيه".