رحبت طهران أمس بدعوة وزير الخارجية الاميركي كولن باول واشنطن الى عدم التدخل في ما وصفه ب"شجار عائلي" ايراني، معربة عن أملها بأن تكون الولاياتالمتحدة "تعلمت الدرس" بعدم التدخل في شؤون ايران. في الوقت ذاته، جددت اسرائىل حملتها على "نظام المتطرفين" في طهران، كما دعت واشنطن الى مواصلة الضغط على سورية ل"وقف تعاونها مع التنظيمات الارهابية". ونشرت صحيفة "هآرتس" معلومات عن اختبار ايران بنجاح صاروخ "شهاب 3" الذي يصل مداه الى الدولة العبرية. وحضت على مواجهة "التهديد الليبي" بسبب "التعاون الليبي - الايراني في مجال الصواريخ". وجاءت الحملة الاسرائيلية على ايران، على خلفية اتهامها بالسعي الى امتلاك قدرات نووية وتطوير صواريخ بعيدة المدى "تشكل تهديداً حقيقياً ليس لاسرائيل فحسب، بل للمنطقة برمتها". وشدد وزير الخارجية سلفان شالوم على ان الصواريخ البعيدة المدى التي "تطورها طهران" تشكل "خطراً على جنوبروسيا". وحمل بعنف على "النظام الراديكالي" في ايران، متسائلاً: "هل يمكن ان نضع مصير العالم واستقراره بين أيدي أولئك المتطرفين؟". ورأى شالوم الذي كان يتحدث أمام اعضاء اللوبي اليهودي الاميركي ان "المتطرفين الفلسطينيين المدعومين من ايران - وهذا بشهادة رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس - يشكلون اكبر خطر على استقرار المنطقة". وتطرق ايضاً الى "التهديد الذي تشكله صواريخ يمتلكها حزب الله" اللبناني، داعياً واشنطن الى مواصلة الضغط على سورية "لوقف تعاونها مع التنظيمات الارهابية". وتزامن هذا التصعيد مع تقرير نشرته امس صحيفة "هآرتس" في صدر صفحتها الأولى، ويفيد بأن ايران اجرت تجربة ناجحة على صاروخ أرض - أرض من طراز "شهاب 3" يصل مداه الى الدولة العبرية "ما يثير قلق تل ابيب وواشنطن". وكتبت الصحيفة ان مصادر استخباراتية اميركية تعكف على جمع معلومات وافية عن التجربة وعن تقدم برنامج الصواريخ الايراني المعتمد اساساً على صواريخ كورية شمالية. وزادت ان التجربة الأخيرة تشكل حافزاً لاسرائيل لمواصلة التزود بصواريخ "حتس" السهم المضادة للصواريخ، ولتطبيق برنامج نصب بطارية صواريخ ثالثة من هذا النوع لمواجهة "التهديد الليبي"، على خلفية "العلاقات الوثيقة بين ايران وليبيا في مجال التسلح بالصواريخ". ونقلت "هآرتس" عن مصادر غربية ان صاروخ "شهاب 3" قادر على حمل طن من المواد المتفجرة، وان اسرائيل وتركيا وشبه القارة الهندية والقوات الاميركية في الخليج تقع في مداه، فيما يبلغ مدى صاروخي "شهاب 4" و"شهاب 5" اللذين يجري العمل لتطويرهما آلاف الكيلومترات. ويشير التقرير الى اجراء التجربة على "شهاب 3" على رغم تحذيرات اميركية، ما يعني ان ايران تعتبر الصاروخ جزءاً من قدراتها لتعزيز قوة ردعها امام احتمال هجوم اميركي. ويذكر بأن القائد الجديد للقيادة المركزية الأميركية، الجنرال الاميركي اللبناني الأصل جون أبي زيد، أكد أمام مجلس النواب الاميركي الاسبوع الماضي ان قدرة ايران على تطوير سلاح نووي تعتبر على المدى البعيد مصدراً لقلق شديد وتهديداً للأمن والاستقرار في منطقة الخليج. وأفادت مصادر صحافية اسرائيلية ان "الملف الايراني" سيكون في صلب المحادثات التي سيجريها في واشنطن بعد اسبوع رئيس الأركان الجنرال موشيه يعالون. في طهران نقلت "وكالة الجمهورية الاسلامية للأنباء" الايرانية الرسمية عن وزير الخارجية كمال خرازي وصفه تصريحات باول بأنها "ايجابية" وتعكس "مؤشرات الى قبول الواقع". وزاد: "علينا ان نرى هل ستتسم هذه الواقعية بالاستمرارية، وتؤدي الى تحول في الموقف الاميركي من ايران". واعتبر ان "مواقف الاميركيين ليست ثابتة، وهذا يعود الى انهم لا يحظون بمعلومات دقيقة عن المجتمع الايراني، ويتأثرون بسهولة". ورأى ان دعم واشنطن السريع الاضطرابات الأخيرة في ايران خلال الاحتجاجات الطالبية يشكل مثالاً واضحاً على "سهولة التأثير على القادة الاميركيين، وتبين لهم اليوم ان هذه الاضطرابات ليست مهمة". وكان باول ذكر ان على واشنطن تجنب لعب دور مباشر في الاحتجاجات المعادية للنظام في طهران، معتبراً ان من الأفضل للمصالح الاميركية الانتظار ومراقبة تأثير الاحتجاجات من بعيد. وزاد: "نستطيع التعبير عن دعمنا الشبان الذين يريدون حياة أفضل في ايران، ولكن لنتذكر ان الرئيس محمد خاتمي انتخب من شعبه ليس في انتخابات على الطريقة الاميركية، ولكن في اقتراع يعكس أماني الشعب" الايراني.