تواصلت المعارك العنيفة أمس، بين قوات الرئيس الليبيري تشارلز تيلور والمتمردين في مونروفيا وبوكانان حيث سقط عشرات القتلى المدنيين بعد يوم على إعلان المتمردين وقف النار. ووصل ولتر كانشتاينر مساعد وزير الخارجية الأميركي إلى غينيا لإجراء محادثات حول الأزمة الليبيرية وإقناعها بوقف دعمها للمتمردين. وكان المتمردون سيطروا أخيراً على مدينة بوكانان، ما حرم تيلور من منفذه الوحيد على البحر. وأفاد سكان في بوكانان ثاني أكبر مدينة في البلاد أن المعارك أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين الذين انتشرت جثثهم في الطرقات في مشهد مماثل لعمليات القتل أخيراً في مونروفيا. وأكد رئيس الأركان الليبيري بنجامن ييتن أن متمردي "حركة الليبيريين الموحدين من أجل المصالحة والديموقراطية" يحاولون السيطرة على وسط المدينة، فيما تقاتل السلطات الحكومية لاستعادة سيطرتها على بوكانان التي اقتحمها مقاتلو حركة "موديل" المتمردة الاثنين الماضي. ومن جهة أخرى، أكد ديبلوماسيون في غينيا أن كانشتاينر جاء إلى كوناكري للمطالبة بوضع حد للدعم الذي تقدمه لمتمردي حركة "الليبيريين الموحدين من أجل المصالحة والديموقراطية" التي تقاتل منذ عام 1999 ضد نظام تيلور. يذكر أن ليبيريا تتهم غينيا بدعم المتمردين، الأمر الذي تنفيه الأخيرة، متهمة تيلور بتسليح متمردي الجبهة الثورية الموحدة ومنشقين آخرين بين أيلول سبتمبر 2000 وآذار مارس 2001. وكانت باميلا بريدجووتر مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون غرب أفريقيا وجهت أخيراً إنذاراً إلى غينيا وحركة "الليبيريين الموحدين من أجل المصالحة والديموقراطية"، وطالبت بوقف المعارك وعمليات قصف السكان في مونروفيا "فوراً". ويتوقع أن تعقد قمة استثنائية لرؤساء دول وحكومات المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا في العاصمة الغانية اليوم الخميس، لبحث الوضع في ليبيريا. وفاة فوداي سنكوح حليف تيلور السيراليوني وعلى صعيد آخر، أفادت محكمة جرائم الحرب في سيراليون، أن زعيم الجبهة الثورية الموحدة حركة المتمردين في سيراليون السابق فوداي سنكوح 70 عاماً توفي في أحد مستشفيات فريتاون. وكان زعيم متمردي الجبهة الثورية الموحدة مريضاً منذ أشهر عدة حتى أن محاميه طلب من المحكمة وقف ملاحقاتها ضد موكله نظراً لتدهور حاله الصحية. ويذكر أن دعم الرئيس الليبيري لسنكوح، كان وراء اتهامه بالتواطوء في جرائم حرب في سيراليون.