رفض الرئيس جورج بوش امس رفع السرية عن جزء يتعلّق بالسعودية في تقرير للكونغرس عن هجمات 11 أيلول سبتمبر 2001. ويتناول الجزء السري من تقرير للجنة الاستخبارات في مجلسي النواب والشيوخ علاقة مُحتملة لحكومات أجنبية بالخاطفين الانتحاريين. لكن مسؤولين اتيح لهم الإطلاع على المقاطع المحذوفة 28 صفحة من أصل 858 صفحة قالوا ان معظمها يتعلق بالسعودية، وهو أمر احتجت عليه الرياض في شدة وقالت انها ترفض أي تلميح الى علاقتها بالانتحاريين طالبة من الأميركيين رفع السرية عن التقرير. وناقش وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل هذا الموضوع مع الرئيس جورج بوش خلال لقائهما في البيت الأبيض. واستبق الرئيس الأميركي استقباله الوزير السعودي بإعلان رفضه رفع السرية عن الجزء السعودي من تقرير الكونغرس. وقال في مؤتمر صحافي مع رئيس الحكومة الإسرائيلية ارييل شارون، ان رفع السرية "سيساعد العدو" من خلال كشف مصادر الاستخبارات وطرق عملها مما "سيُصعّب علينا ربح الحرب على الإرهاب". ودافع عن قراره هذا بالقول ان التحقيق في هجمات 11 سبتمبر ما زال مستمراً و"إذا كان هناك أشخاص محل تحقيق فليس هناك معنى لأن أجعلهم يعرفون من هم هؤلاء". وقالت مصادر ديبلوماسية في واشنطن ان السعودية طلبت كشف المعلومات الواردة في التقرير والتي شُطبت بناء على طلب البيت الابيض. ويتحدث التقرير عن فشل اجهزة الاستخبارات الاميركية في التنسيق في ما بينها للحؤول دون الهجمات. وجاء اللقاء بين بوش والوزير السعودي وسط تصاعد الانتقادات في الكونغرس ضد الادارة الاميركية، إثر تسريبات صحافية تضمنت ادعاءات بأن الاجزاء التي شُطبت من التقرير تظهر وجود علاقة بين السعودية والارهاب. وتوقعت مصادر ديبلوماسية ان تطلب الحكومة السعودية من البيت الابيض مساعدته لوقف "الحملة ضد السعودية" التي يشنها بعض اعضاء الكونغرس، خصوصاً عضو مجلس الشيوخ تشاك شومر ديموقراطي الذي قال الاسبوع الماضي ان هناك "محاولة لإخفاء ادلة على تورط النظام السعودي في هذه الكارثة". ونفى الناطق باسم البيت الأبيض سكوت مكليلان ان تكون السعودية تقدمت بطلب رسمي لرفع السرية عن الاجزاء المشطوبة من التقرير. واضاف ان "احداً لا يتوقع منا ان نرفع السرية عن معلومات قد تؤدي الى كشف مصادرنا وطريقة جمعنا للمعلومات الاستخبارية، ما قد يؤدي الى الاضرار بالتحقيقات وتهديد الامن القومي". وارسل عضو مجلس الشيوخ بوب غراهام ديموقراطي رسالة الى الرئيس الاميركي الاثنين دعاه فيها الى رفع السرية عن الاجزاء المشطوبة بهدف "توضيح المسألة" ومساعدة الحكومة السعودية على "التعامل مع اي تساؤلات يمكن ان تبرز حول تلك المعلومات". وكان السفير السعودي في واشنطن الأمير بندر بن سلطان اعرب عن استيائه الشديد بسبب فرض السرية على اجزاء من التقرير، مؤكداً ان الرياض "ليس لديها ما تخفيه". وقال إن تنظيم "القاعدة" يستهدف المملكة كما يستهدف الولاياتالمتحدة وان "من غير المنطقي ان ندعم تنظيماً يسعى الى قتلنا".