تستعد واشنطن لنشر تقرير سري بالغ الحساسية حول اعتداءات 11 سبتمبر 2001، محفوظ في خزنة في الكونغرس منذ 15 عاما، فيما تؤكد الرياض عدم وجود أي عناصر تدينها في هذه الاعتداءات. وقد تنشر السلطات الأمريكية التقرير الواقع في 28 صفحة في يونيو القادم. وفي ديسمبر 2002 وبعد عام على أسوأ اعتداءات وقعت على الأراضي الأمريكية (نحو ثلاثة آلاف قتيل) تبناها تنظيم القاعدة، وضعت لجنتا الاستخبارات في مجلسي النواب والشيوخ تقريرا بعد تحقيق. لكن الرئيس الأمريكي حينذاك جورج بوش الابن نزع منه 28 صفحة أمر بفرض السرية عليها رسميا لحماية أساليب ومصادر الاستخبارات الأمريكية. ومنذ ذلك الحين، وضع التقرير في خزنة في قبو مقر البرلمان، الكابيتول. لكن قبل شهر، طالب النائب السابق لرئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ السناتور السابق عن فلوريدا بوب غراهام بكشف هذه الصفحات الغامضة ال28 المفقودة. وصرح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الأسبوع الماضي في جنيف أن «موقفنا منذ صدور هذا التقرير في 2002 هو نشر هذه الصفحات». وقال وزير الخارجية السعودي والسفير السابق في واشنطن «نعرف بفضل مسؤولين أمريكيين كبار أن الاتهامات الواردة في هذه الصفحات ال28 لا تصمد أمام دراسة الوقائع». وأكد أوباما في أبريل أنه «يعارض» نشر هذا النص. في المقابل، يرى دبلوماسيون أمريكيون وسعوديون في واشنطن أنه تمت تبرئة المملكة من كل شكوك مع نشر وثيقة رسمية أخرى في يوليو 2004، هي التقرير النهائي للجنة الوطنية حول الهجمات الإرهابية ضد الولاياتالمتحدة. وخلصت «لجنة 11 سبتمبر» إلى أن «ليس هناك أي دليل على أن الحكومة السعودية، قاموا بتمويل تنظيم» القاعدة لتنفيذ هذه الهجمات. وقال وزير الخارجية السعودي الجبير خلال لقائه في جنيف مع نظيره الأمريكي «كل أربع أو خمس سنوات تعود القضية إلى الظهور من جديد. إنها مثل سيف مصلط على أعناقنا. انشروا التقرير».