أكدت الرئيس الفيليبينية غلوريا آرويو أمس أن بلادها "مستقرة" وثوابتها "لم تهتز" بعد حركة التمرد الفاشلة، في وقت وجه الادعاء الفيليبيني اتهامات ب"التمرد" إلى رامون كارديناس، الوزير السابق في عهد الرئيس المخلوع جوزف إسترادا الذي نفى بدوره ضلوعه في الحركة المنسوبة إلى أنصاره والتي انتهت بعد استسلام المشاركين فيها. ورأت آرويو أن الاستقرار السياسي والأمن القومي لبلادها "لا يفترقان"، مشيرة إلى أن الأوضاع السياسية والاقتصادية عادت إلى طبيعتها بسرعة. واعتبرت أن من "المحزن أن يُستغل إخواننا من جانب بعض الذين يريدون زعزعة الاستقرار"، في إشارة إلى أنصار إسترادا. وأكدت تشكيل لجنة ثلاثية مستقلة للتحقيق في التمرد، ووعدت ب"إصلاح الشرخ" الذي حل بعده ومحاكمة المرتكبين. وجاء تصريح آرويو في وقت اتهم الادعاء الفيليبيني كارديناس مساعد إسترادا السابق بتحويل منزله الذي عثرت الشرطة فيه على أسلحة وذخائر إلى "نقطة انطلاق" للتمرد. ورأى الادعاء أن كارديناس الذي اعتقل أول من أمس "قد يُعتبر محرضاً" على التمرد. وفي غضون ذلك، نفى السناتور المعارض غريغوريو هوناسان علاقته بالتمرد الذي اتهمته السلطات بالضلوع به، ولكنه شدد أمام الكونغرس الفيليبيني على أهمية القضايا التي أثارها المتمردون. ومن جهة أخرى، نفى الرئيس الفيليبيني السابق جوزف إسترادا الاتهامات الموجهة إليه بالوقوف وراء التمرد العسكري، واتهم الذين طردوه من الحكم ب"التآمر". ونقلت صحيفة "ديلي إنكوايرر" الفيليبينية عن الرئيس المخلوع قوله: "إنني ضحية مكيدة، هناك تعمد في الإساءة إلي". ودعا إسترادا الحكومة إلى الاهتمام بأسباب التمرد، مشيراً إلى أن "من الأفضل لهم أن يستجيبوا للشكاوى بدلاً من البحث عن أحد لإدانته". واعتبر إسترادا أنه لا يزال الرئيس الشرعي للبلاد، في إشارة إلى عدم شرعية التمرد الذي أطاح به. يذكر أن إسترادا اعتقل بعد اتهامه باختلاس أموال أدت إلى طرده من الحكم في كانون الثانييناير 2001 في تمرد مدعوم من الجيش. وعن اعتقال الشرطة لمساعد إسترادا وعثورها على بزات عسكرية وأسلحة رشاشة في منزله، أكد أنه "يجهل كل شيء عن هذه القضية"، مشيراً إلى أنه لم يشاهد كارديناس منذ بعض الوقت. ووصف اتهام المتمردين لضباط كبار في الجيش بافتعال تفجير دافاو للحصول على دعم عسكري أميركي ب"الخطير". وكان نحو 300 ضابط في الجيش احتلوا مركزاً يضم وحدات سكنية وأسواق فخمة في حي ماكاتي للأعمال الأحد وطالبوا باستقالة آرويو ووزير دفاعها أنجيلو ريس بسبب الفساد، قبل استسلامهم. وفي غضون ذلك، أعلن الجيش الفيليبيني أن أربعة من قادة التمرد الفاشل تلقوا تدريباً لمكافحة الإرهاب على يد القوات الأميركية الخاصة العام الماضي. وقال مسؤول رفيع المستوى طلب عدم الكشف عن هويته إن الأربعة تلقوا دورات تدريبية في القتال الليلي وطرق مكافحة الإرهاب نظمها فريق من القوات الخاصة الأميركية في جنوب الفيليبين العام الماضي، واستخدمت تلك الأساليب في القتال ضد جماعة "أبو سياف" الانفصالية في جزيرة باسيلان جنوب.