أعلنت "منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة" فاو في تقرير جديد، أمس الثلثاء، أنه "على رغم التحسن الذي طرأ على مواسم الحصاد وتيسر المزيد من الأغذية، إلا ان انتعاش القطاع الزراعي في الجنوب الأفريقي لا يزال هشاً للغاية"، ولا يزال عدد كبير من المجتمعات الريفية "بحاجة عاجلة إلى معونات الاغاثة الزراعية خلال الأشهر ال12 المقبلة". وبالإضافة إلى النداء الذي وجهته مختلف الوكالات التابعة للأمم المتحدة، فإن المنظمة تسعى إلى الحصول على 43 مليون دولار لتعزيز مستوى معيشة ما يزيد على 5.6 مليون شخص، العديد منهم يعاني بصورة حادة من فيروس نقص المناعة البشرية الذي يسبب مرض نقص المناعة المكتسبة ايدز. ونقل البيان عن مديرة قسم عمليات الاغاثة وإعادة التأهيل في المنظمة، آن باور: "إن انتاج الأغذية قد تحسّن في بعض المناطق مع تحسن الأحوال الجوية، وبعدما تم ايصال المدخلات الزراعية، مثل البذور والأسمدة. غير أن أسوأ الحالات لم ينته بعد، لا سيما وأن الكثير من الأسر الريفية الأشد عرضة لمخاطر الجوع، ما زالت تعتمد على المعونات الدولية من أجل البقاء على قيد الحياة في غضون الأشهر المقبلة". وتشير تقارير المنظمة إلى أن الأزمة الغذائية في الجنوب الأفريقي تفاقمت لأسباب عدة، منها موجات الجفاف والظروف الاقتصادية المتدهورة وتصاعد حدة الفقر المزمن وتعثر الأنشطة الزراعية التجارية في زيمبابوي، بالاضافة الى تغيرات المناخ وتدهور التربة، وأساليب الزراعة غير الملائمة، والنقص في الخدمات الاستشارية التقنية ورداءة البنية التحتية والحواجز التجارية واستمرار ارتفاع معدلات الوفيات من جراء مرض الايدز، والتأثيرات السلبية للمرض على انتاج الأغذية ومستوى دخل المزارعين. وبالنسبة إلى الثروة الحيوانية، أشار التقرير الجديد الى انها "تضاءلت إلى دون مستوياتها الاعتيادية" في بلدان عدة، مثل موزامبيق وزامبياوزيمبابوي، "نتيجة تفشي الأمراض والحالة الاقتصادية والاجتماعية". وتقول مصادر المنظمة انها تعمل حالياً مع مسؤولي البيطرة التابعين لقسم التنمية في الجنوب الأفريقي بهدف تقويم حجم الاجراءات اللازمة لمكافحة الأمراض العابرة الحدود، مثل الحمى القلاعية والالتهاب الرئوي المعدي البقري. ولفت التقرير أيضاً الى أن المنظمة أعدت استراتيجيات زراعية بهدف الحد من تأثيرات وباء الايدز على الأسر المصابة به. وتتخلل تلك الاستراتيجيات مشاريع تدريبية عدة لتهيئة مصادر الدخل ومشاريع ري محدودة النطاق، بالإضافة إلى مشاريع لتنويع انتاج المحاصيل وغيرها. يُذكر أن المنظمة تلقت في الفترة 2002 - 2003 نحو 11 مليون دولار لمساعدة أكثر من مليون شخص في الجنوب الأفريقي. علاوة على ذلك، فإنها ساهمت في تنسيق أو تأمين المعونات التقنية، بهدف تحسين نوعية الأنشطة التي تتيحها مساعي الاغاثة الزراعية الأخرى. ومن بين مشاريع المنظمة، تقديم المساعدة بهدف المحافظة على فلاحة الأرض واكثار البذور في زامبيا، أو تنويع انتاج المحاصيل، من خلال انتاج نبات الكاسفا في ملاوي، فضلاً عن توزيع المدخلات الزراعية في كل من ليسوتو وسوازيلاند وزيمبابوي، وإقامة الحدائق وتوزيع البذور في موزامبيق.