برزت في الآونة الأخيرة ظاهرة تمثل تجاوزاً خطراً للحدود الأخلاقية والسلوكية بين الشباب المصري، وهي ميلهم إلى مشاهدة الأفلام الإباحية في المقاهي التي تملك صحوناً لاقطة دش. وعلى رغم أن الاقبال على مثل هذه الأفلام كان امراً غير مقبول إلى عهد قريب، إلا أن كثرة تداولها جعلته شيئاً شائعاً. ولم تقتصر عدوى الأفلام الإباحية على الشباب الذكور فقط، بل نالت ايضاً من الفتيات، وبات ارتيادهن مثل هذه المقاهي أمراً معروفاً، حتى صار يُخصص لهن طابقٌ إضافي بمدخل خاص يبعد بعض الشيء عن مداخل الشباب خشية الاحتكاك. والمثير للجدل أيضاً أن هذه المقاهي تعرض خدماتها في إطار منظم تنظيماً جيداً، وبحسب خطة مُحكمة تتلخص في توفير طابقين: يخصص الأول لعرض الأفلام العادية والأغاني، بينما يخصص الثاني للأفلام الإباحية. وتتخذ هذه التدابير خوفاً من دهم مفاجىء لرجال الشرطة، خصوصاً أن العروض تستمر حتى وقت متأخر من الليل. وإذا كانت هذه المقاهي تكثر في أحياء غير معروفة كثيرة كمنيل شيحة في الجيزة وعزبة خير الله في البساتين، فهذا لا يمنع انتشارها في ضواحي أخرى مشهورة كالزمالك والمهندسين ومصر الجديدة والمعادي. وعن توجه الشباب لمشاهدة هذه الأفلام في المقاهي، يقول عاطف الغمري 26 عاماً إن الدافع هو "قضاء بعض أوقات الفراغ، والخروج من بعض الهموم التي تصيبنا كشباب عاطل من العمل. وما يشجع على قضاء أكبر وقت ممكن أمام هذه العروض هو المقابل المادي الزهيد الذي لا يتجاوز جنيهين". وفي هذا السياق يؤكد لُؤي 30 سنة أن "مشاهدة الأفلام الإباحية يومياً ليست عيباً، وإنما العيب هو عدم القدرة على تلبية متطلبات الحياة الضرورية كالزواج والعمل وتوفير مسكن. وإذا كانت تعتبر كعيب من وجهة نظر البعض، فهي تُعرض بأي حال في المقاهي على مرأى ومسمع من الجميع". ويعتبر أحمد عبد الراضي 19 سنة مشاهدة هذه الافلام "نوعاً من أنواع المعرفة المعلوماتية والثقافية في ظل تضخم تكنولوجيا المعلومات الصاخبة! وهذا هو الأهم من وجهة نظر الشباب بغض النظر عما هو مباح وغير مباح. فهي متنفس لما يُرى في الشارع من موضات وما يُشاهد من موديلات في الإعلانات وعارضات الأزياء وعاملات الفنادق والملاهي وخلافه. كل ذلك يثير فكرة الجلوس في المقهى لمشاهدة الأفلام الجنسية التي تعتبر أخف وطأة من التطاول على الفتيات المثيرات في الشوارع أو الأماكن العامة". وعن مداومته اليومية لمشاهدة الأفلام في المقاهي، يقول محمد عزيز 25 سنة إنها بدأت من طريق أحد الأصدقاء المبادرين بتجربة المشاهدة. واصبح الأمر متعارفاً عليه بين الشباب كزبائن يشدون بعضهم بعضاً. ويوضح محمد عزيز عن الانطباعات المتولدة بعد مشاهدة الأفلام، انها غالباً ما تكون شديدة التأجج بالتهيوءات والتخيلات المكبوتة، لكنها سرعان ما تزول بمجرد مشاهدة أفلام أخرى في اليوم التالي. أما عن اتجاه الفتيات إلى مشاهدة هذه الأفلام المثيرة، فهي لا تختلف كثيراً عن دوافع الشباب. وتؤكد شابة رفضت الكشف عن اسمها ان ذلك "نابع من حال الإحباط من التأخر في الزواج إضافة الى حال الاحتكاك الدائم مع الشباب، ورفض أولياء الأمور لمشاهدتنا للمحطات الفضائية في المنازل".