بدأ القطاعان الخاص والعام في مصر بضخ استثمارات جديدة لتنشيط انواع مستحدثة من السياحة خصوصاً في ما يتعلق بسياحة صيد البط والخيول العربية الأصيلة. كما طرحت مصر مشاريع استثمارية جديدة في هذا المجال، وقال محافظ الشرقية الدكتور حامد شتلة: "هناك ثلاث شركات مصرية ستقيم مشاريع سياحية جديدة في المحافظة لتشجيع سياحة الخيول العربية الاصيلة والسياحة الريفية في الشرقية". واضاف شتلة ان المشاريع تشمل حديقة عامة وفندقاً سياحياً وقرية للفروسية تقام على مساحة 15 فداناً في مدينة بلبيس باستثمارات تصل الى نحو 7 ملايين جنيه مصري. وتتضمن القرية مضماراً للسباق ومركزاً لتدريب الناشئة على ركوب الخيل وأكواخاً لإيواء الخيول وموتيلات لاقامة السياح. ومن المعروف أن الشرقية تقيم في اوائل ايلول سبتمبر من كل عام مهرجاناً دولياً ضخماً للخيول العربية. وقال شتلة أن فندقاً سياحياً سيقام على مساحة 1745 متراً مربعاً في مدينة الزقازيق باستثمارات تقدر بنحو 5 ملايين جنيه بغرض تنشيط الحركة السياحية الداخلية للمحافظة وتوفير الاقامة للسياح العرب والاجانب وتسهيل عقد المؤتمرات داخل المحافظة. واضاف محافظ الشرقية ان المشاريع تشمل ايضاً اقامة حديقة سياحية على مساحة 13 فداناً في الزقازيق تضم ملاهي ترفيهية وحدائق ودار سينما ومركزاً تجارياً وقاعات للمؤتمرات باستثمارات قدرت بنحو 60 مليون جنيه. ومن جهته قال المستشار السياحي لمحافظة الشرقية محمد الصيفي: "لدينا مشاريع جديدة في مجال سياحة الخيول العربية حيث تقوم احدى شركات القطاع الخاص حالياً بتنفيذ أول قرية سياحية في مصر متخصصة في رياضات وسباقات الخيول العربية، وتقع أول طريق بلبيس - القاهرة الصحراوي على مساحة 51 فداناً ويمتلك الموقع مجموعة مقومات وعوامل جذب سياحي". وافاد الصيفي أن استثمارات الخيول العربية في مصر يتركز معظمها في الشرقية التي تضم نحو 80 في المئة من مزارع الخيول العربية والتي تتركز في مناطق أبو حماد وبلبيس وديرب نجم وأبو كبير وفاقوس.وأضاف أن المنطقة التي ستقام فيها القرية تشهد سنوياً مهرجان الفروسية الدولي الشهير في الشرقية. وتجتذب برك البط في محافظة الشرقية شرق دلتا مصر أعداداً كبيرة من العرب والاجانب الذين يتوافدون عليها بدءاً من الاسبوع الاخير من شهر تشرين الثاني نوفمبر وحتى نهاية آذار مارس من كل عام لمشاهدة الطيور المهاجرة وممارسة رياضة صيد البط. وأضاف الصيفي ان برك الصيد في الشرقية عبارة عن أرض منخفضة غمرتها المياه ونمت فيها الحشائش ما جعلها ملجأ لطيور الشتاء المهاجرة هرباً من صقيع أوروبا. وأهم أنواع البط التي تهاجر إلي برك الشرقية هي الصيفي والشتوي والعز والبلبول وشهرمان وابو فرو. وقال ان عمليات الصيد تبدأ عادة قبل الفجر وتنتهي عند طلوع الشمس حيث يجلس كل صياد في اللبدة المخصصة له وهي عبارة عن كومة من البوص الطويل يختبئ فيها. وتسعى المحافظة حالياً إلى تنفيذ اعمال البنية التحتية في مناطق برك صيد البط تمهيداً لطرحها للاستثمار السياحي بالتعاون مع الهيئة العامة للتنمية السياحية. وتتضمن المشاريع المزمع طرحها اقامة قرى سياحية ذات طابع ريفي ومشاريع لمشاهدة ومراقبة الطيور المهاجرة. كما سيتم تخصيص اماكن لهواة صيد البط مع وضع ضوابط لعملية الصيد من حيث تحديد ايام معينة ومناطق خاصة، كما تشمل المشاريع ايضاً اقامة ملاعب للغولف. وتشهد محافظة الشرقية عدداً آخر من المشاريع التي تستهدف تنشيط حركة السياحة فيها. ويقول مدير آثار الوجه البحري الدكتور محمد عبدالمقصود أنه سيتم قريباً الانتهاء من اعمال ترميم واضاءة قصر الملك امنمحات الثالث الذي يعود الى عصر الدولة الوسطى وهو القصر الفرعوني الوحيد الموجود في الوجه البحري. ويضيف: "القصر موجود في منطقة تل بسطا الاثري شرق الدلتا وقامت بأعمال ترميمه بعثة مصرية تابعة للمجلس الاعلى للآثار. وتصل مساحته الى نحو اربعة افدنة. وشملت اعمال الترميم تقوية الجدران والممرات الخاصة بالقصر باستخدام الطوب اللبن والقطع الحجرية". ويذكر أن القصر مشيد من الطوب اللبن وهو المادة التي كانت مستخدمة في عمليات البناء في منطقة الدلتا في ذلك الوقت، ويضم عشرات الغرف والصالات وتحيط به اسوار عالية وسميكة، ويحوي عدداً من التماثيل واللوحات الحجرية الخاصة بالملك امنمحات الثالث. وسيفتتح قريباً في منطقة تل بسطا متحف مفتوح يضم أثار اربع عواصم فرعونية اكتشفت في محافظة الشرقية هي بوبسطا ويعود تاريخها الى العام 3000 قبل الميلاد ومدينة افاريس عاصمة الهكسوس التي شيدت في العام 1780 قبل الميلاد، ومدينة بر رمسيس التي شيدها رمسيس الثاني لحراسة الحدود الشرقية لمصر في العام 1500 قبل الميلاد ومدينة صان الحجر المعروفة باسم "تنيس" التي شيدت في العام 1300 قبل الميلاد.