على رغم ضعف المقاصد السياحية في محافظة الشرقية - إحدى محافظات اقليم شرق الدلتا - الا أنها تحظى بإقبال من السياح الخليجيين، خصوصاً هواة صيد الصقور والمهتمين بالخيول العربية، الذين يرتبطون بعلاقات طيبة مع العائلات الشهيرة في مجال صيد الصقور وتدريبها، في منطقة جزيرة سعود. ومع بدء موسم الشتاء تقبل نسبة كبيرة من اثرياء الخليج على محافظة الشرقية، ليبدأ الإعداد لرحلات صيد الصقور وتدريبها، وفق السيد مطلق الطحاوي، إبن أشهر العائلات المصرية المهتمة بهذا النوع من الرياضات. وقال، "نستقبل اصدقاءنا من هواة الصيد من السعودية والكويت وقطر والبحرين، فنخرج في شكل قوافل بالسيارات المجهزة الى صحاري الشرقية وسواحل سيناء، للقيام بعمليات الصيد تحت إرشاد القواعد الحكومية، المنظمة لعملية الصيد. وأضاف الطحاوي، "ان ما نتعرض له من مخاطر خلال رحلة الصيد يوثق بلا شك العلاقات بيننا وهواة الصيد الخليجيين". وأوضح ان رحلة الصيد تبدأ بتجهيز الطعام والشراب، وفي اول يوم تصل فيه قافلة الصيد الى مكان الصيد تُضرب الخيام، بعد رصد منطقة قريبة من موارد المياه والمواصلات. وشرح ان صيد الصقور من طريق وضع الشباك في أكثر من مكان ووضع فريسة في المكان، قد تكون حمامة او "زردة" وهي طائر يشبه الحمامة. وأضاف الطحاوي ان هواة الصيد يفضلون عادة صيد فصائل بعينها من الصقور، ففيما يهوى السعوديون و الكويتيون صيد الصقر "الحر" يفضل أبناء قطر والإمارات الصقر "شاهين". وزاد أن الاثرياء العرب يقومون باقتناء الصقور التي يصطادونها، بعد تدريبها في مصر، خلال فترة إقامتهم في البلاد. وتتم عملية التدريب بتجويع الصقر بعد عصب عينيه لأنه لا يقبل رؤية نفسه في الاسر، ثم تُقدم له حمامة لأكلها، ليتم بعد ذلك تدريبه على صيد الغزلان. ونفى الطحاوي ما ينسب لأفراد عائلته من أنهم تجار صقور، موضحاً، "إن ما يعلنه البعض من اننا نبيع الصقور بآلاف الدولارات لا اساس له من الصحة، لأننا نمارس الهواية مع أصدقائنا الخليجيين ونتبادل الصقور بعد ذلك كهدايا. وقال الطحاوي إن منطقة الشرقية في مصر ترتبط بعلاقات وطيدة مع هواة الصيد من الخليج خاصة وان جذور بعض القبائل العربية في الشرقية، لا سيما في منطقة جزيرة سعود، ترجع الى أصول خليجية، هاجرت الى الشرقية منذ زمن بعيد، لافتاً إلى ان هواة الصيد الخليجيين اقاموا مشاريع خيرية عدة في جزيرة سعود. مهرجان الخيول العربية ويعتبر مهرجان الشرقية للخيول العربية الذي يقام سنوياً على طريق "القاهرة - بلبيس" من اهم عوامل الجذب لجهة السياح العرب من دول الخليج، باعتباره نوعاً جديداً من انواع سياحة الصحراء التي يفضلونها، فيحضرون المهرجان بحثاً عن فرص لشراء الحصان العربي الأصيل. ومعلوم ان محافظة الشرقية تنتج نحو 80 في المئة من الخيول العربية في مصر، وتتركز مناطق الانتاج في مناطق ابو حماد وجزيرة سعود وانشاص، في مركز بلبيس، وابو كبير وديرب نجم. وحرصاً من المحافظة على اجتذاب اكبر عدد ممكن من السائحين الخليجيين والعرب، حسب محافظ الاقليم السيد حسين رمزي كاظم، يتم الإعداد حالياً لتطوير مهرجان الخيول العربية بدءاً بتخصيص مساحة أكبر له قدرها سبعة فدادين، وافقت الحكومة المصرية أخيراًعلى تخصيصها للمهرجان، واعتبارها موقعاً دائماً له. واضاف السيد كاظم ان إدارة مهرجان الخيول العربية، في درسها عمليات وسبل تطوير المناسبة، وضعت نصب أعينها هدف جذب السياحة الخليجية، والعربية في وجه عام. وأوضح أنه تم الإتفاق على ترتيبات جديدة ستُضَّمن إقامة 60 خيمة صحراوية بمستوى خمسة نجوم، تزود بجميع تسهيلات الإعاشة والمبيت والطعام والشراب، رغبة في سبغ المهرجان بطابع البداوة المفضلة لدى السياح ممن يستهويهم المهرجان. واضاف، "راعينا دوماً ان يكون برنامج المهرجان ذا طابع عربي، إذ تقام ألعاب الفروسية الفردية والطارد والمطرود والتحطيب والجمباز والبولو والقدرة على التحمل والترويض وسباق المسافات الطويلة، ومسابقات أدب الخيول وجمالها. واعتبر أن الإقبال الذي تشهده محافظة الشرقية كأحد اهم مناطق انتاج الخيول العربية في مصر، يعود لحرص مربي الخيول على الإعتناء بها إبرازاً لصفاتها الجمالية وتدريبها على مستوى عالٍ. ولجهة تطوير المهرجان، تنوي محافظة الشرقية توجيه دعوة رسمية إلى الدول العربية والخليجية للمشاركة، إضافة إلى دعوة وكالات الانباء العربية والعالمية لحضور مهرجان الخيول العربية، خصوصاً بعد أن تم إدراجه على خارطة المهرجانات الثابتة في الأجندة السياحية للبلاد.