تدخل سوق جونيه القديم فتلفتك الحركة فيه والاكتظاظ بالناس المهتمين بما احتوى هذا الشارع من أشياء رائعة ولافتة للنظر: ألعاب وحلي ومعارض للفنون التشكيلية ومطاعم... من دون أن ننسى "البصّارة" التي "اقتطعت" مكاناً خاصاً بها وحدها تنتظر الشبان والشابات المتلهفين لقراءة الكف ومعرفة "النصيب". ووسط كل تلك المتعة ينقضي الليل بسرعة، وحتى من دون التمكن من رؤية الروائع المعروضة كافة. فقد نظّمت بلدية جونيه للسنة الثالثة على التوالي مهرجان "تمشى... وسهار" في السوق القديم مع عدد من المساهمين الذين اشتركوا لإنجاح هذا البرنامج، الذي يتضمن فنوناً وتراثاً وموضة وترفيهاً... ويهدف المهرجان الى إعادة إحياء مدينة جونيه وإعادة السوق الى سابق عهده من خلال استقطاب أبناء الوطن والسياح إليه. ويشترط التنظيم أن يستأجر التجار عربات من بلدية جونيه لعرض بضائعهم ما عدا الأكل الذي يفضّل وجوده فقط في المطاعم التي تستقبل دائماً "فرقاً" موسيقية تضفي على السوق جواً من الرومانسية. وتدعم البلدية والمساهمين كل النشاطات الفنية، السياحية، الترفيهية، التراثية والثقافية من خلال تقديم المال والمسرح وهندسة الصوت طوال فترة المهرجان المستمر حتى آخر شهر أيلول سبتمبر. وخصص كل شهر من فترة المهرجان لنشاط معين. فشهر حزيران يونيو هو شهر الفن والموسيقى، وتموز يوليو صنّف شهر الموضة والسياحة، وآب أغسطس هو شهر المرح واللهو، أما شهر أيلول فهو شهر التراث والفن إضافة الى تنظيم سمبوزيوم جونيه الثالث للرسم والنحت من خلال دعوة النحاتين لعرض أعمالهم في المتحف وفي ساحات جونيه. ويشير بعض تجار السوق الى أن هذا البرنامج يساهم منذ ثلاث سنوات حتى الآن الى حد بعيد في تفعيل الحركة الاقتصادية في جونيه بعدما كادت تصبح في طيّ النسيان، وأن عدداً لا يستهان به من السياح العرب والأجانب باتوا يقصدون السوق في هذه الفترة... كذلك نوّه البعض الآخر بالجهود التي تبذلها بلدية جونيه لإنعاش السوق القديم ولتشجيع السياحة لئلا تنحصر في منطقة معينة دون أخرى وإنما لتشمل لبنان بمناطقه كافة.