في ثاني ظهور للمتهمين الانتحاريين في الهجمات الإرهابية في الدار البيضاء في 16 أيار مايو الماضي، مثل أمس أمام محكمة الاستئناف في الدار البيضاء أفراد الخلية الأولى التي تضم المتهمين محمد العمري، الانتحاري الرابع عشر الذي كان مكلفاً تفجير فندق "فرح" والملقب ب"أبو الزبير"، وياسين الحنش الأفعى الذي ساهم في الإعداد للعمليات الانتحارية، ورشيد جليل الذي يحمل لقب "أبي انس" الذي تراجع في اللحظة الأخيرة عن تنفيذ هجمات كانت مقررة في 8 أيار الماضي. وقالت المصادر إن اعتقال الانتحاري المفترض محمد العمري 23 سنة بعد سقوطه في ردهات فندق "فرح" ومحاولته الفرار أدى إلى التعرف على أفراد الشبكة، وقاد إلى تفكيك خلايا عدة. وأفادت تحريات أنه اعترف بمسؤولياته ازاء الهجمات في سياق "تغيير المنكر" و"محاربة الكفار". وأفر العمري في المحكمة أمس، بأنه فشل في تفجير نفسه. وقال إنه "لم يكن سعيداً بالوضع السياسي في المغرب"، و"كنت آمل في تفجير نفسي" في فندق "فرح". وواصلت المحكمة أمس النظر في ملفات المتهمين وفق رزنامة طاولت الاجراءات الشكلية والمسطرية وانتداب محامين للدفاع عنهم في إطار المساعدة القضائية، في حين ارجأت المحكمة ذاتها بت ملفات 19 متهماً آخرين في "السلفية الجهادية" بزعامة المتهم حسن الطوسي إلى الجمعة المقبل، ليتسنى لمحاميهم إعداد ملفات الدفاع في قضايا تطاول تشكيل عصابة اجرامية والتخطيط لهجمات ضد أشخاص ومنشآت. كما عرضت المحكمة ملفات متهمين آخرين في نطاق مجموعات عدة، في مقدمها خلية المختار باعود، الذي جاء في افادته أن محمد العمري اتصل بخليته وأخبره بخطة تفجيرات الدار البيضاء. وكان، بحسب الافادات ذاتها، ينتظر الأوامر لتنفيذ هجمات ممثالة في مدينتي الصويرة ومراكش. أما المتهم عبدالصمد الولد، المنتسب إلى الخلية نفسها، فأفاد أنه تعرف على عبدالحق مول الصباط الذي غيبه الموت لدى بدء التحقيقات إثر نوبة صحية، كما تقول المصادر الرسمية. واقترح عليه المتهم محمد العمري تفجير أهداف تشمل محلات "مكدونالدز" ومقبرة يهودية وشركة لصنع الخمور عبر صهريج متنقل لحمل البنزين بعد سرقة الشاحنة التي تقله. إلا أن ذلك لم يحدث. من جهة ثانية، قال رئيس الاستخبارات الفرنسية بيير بوسكي دوفلوريان إن الفرنسي المعتقل في المغرب بيار ريشارد اعترف بالتخطيط لهجمات إرهابية في المغرب، لكن لم يرد أي شيء عن التخطيط لهجمات مماثلة على الأراضي الفرنسية. وفي باريس رويترز، قالت جماعة لحقوق الإنسان مقرها باريس، إنها قلقة في شأن تقارير أشارت إلى أن الشرطة المغربية تستخدم التعذيب والضرب في تحقيقاتها المتعلقة بالإرهاب. وسمع موفدون من الفيديرالية الدولية لحقوق الإنسان زاروا المغرب بين 12 و19 تموز يوليو، ان الآلاف استجوبوا منذ التفجيرات الانتحارية في الدار البيضاء، وأن الشرطة احتجزت بعضهم لأسابيع وأساءت معاملتهم. وقالت في بيان: "نما إلى علم وفد الفيديرالية الدولية لحقوق الإنسان أنه تمارس في إطار تحقيقات الشرطة معاملة قاسية وتعذيب ضرب وصعق بالكهرباء واعتداءات جنسية". وأضافت ان شخصين ماتا في ظروف مريبة خلال التحقيق.