استقبل رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس ابو مازن في زيارته الاولى للولايات المتحدة منذ تعيينه في منصبه الجديد، والاولى لمسؤول فلسطيني بهذا المستوى منذ العام 2001، بحفاوة ملحوظة من جانب كبيري ممثلي الحزبين الجمهوري والديموقراطي في لجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ السناتور ريتشارد لوغار والسناتور جوزيف بايدين. ويلتقي عباس اليوم الجمعة الرئيس الاميركي جورج بوش ووزير خارجيته كولن باول. وتناول "ابو مازن" في اجتماعه الاول مع ممثلي الحزبين الاميركيين نقاطاً اساسية عدة استهل الحديث عنها بالتشديد على التزام حكومته "بشكل كامل تنفيذ خريطة الطريق"، موضحاً ان تنفيذها سيضمن "تحقيق رؤية الرئيس بوش اذا قدّر للطرفين ان يبذلا الجهد الكافي لتنفيذها". راجع ص 4 و5 وعلمت "الحياة" ان عضوي مجلس الشيوخ الاميركي استمعا خلال اللقاء الذي استمر ساعة اكثر مما تحدثا، وان حواراً جرى في شكل اسئلة واجوبة استفسر فيه الجانب الاميركي عن مسألتين اساسيتين، اولاهما الجهود التي يبذلها الجانب الفلسطيني لضمان الامن والتهدئة، والثانية تفاصيل الاصلاح المالي والاداري داخل السلطة الفلسطينية وفرص الحفاظ على الهدنة. وصرح عباس في ختام اللقاء الاول الذي تبعه لقاء آخر مع لجنة الشؤون الخارجية "في غاية الايجابية"، مضيفاً انه لمس تفهماً لدى اللجنة للقضايا التي طرحها، وابرزها قضايا عاجلة تضرّ بجهود السلام مثل عدم اطلاق الاسرى ومواصلة اسرائيل بناء الجدار العازل والاستيطان، موضحاً ان الجدار العازل سيهدد رؤية الرئيس بوش لاقامة دولتين فلسطين واسرائيل تعيشان جنباً الى جنب في سلام. واعرب "ابو مازن" عن امله بعلاقة ايجابية مع الاميركيين في اطار التوجه نحو "العلاقة المتوازنة". وعقد عباس خلال اللقاء مقارنة بين ما نفذه الجانب الفلسطيني واستحقاقات مترتبة عليه بموجب "خريطة الطريق"، بما في ذلك خطة للعامين المقبلين في مجال برنامج الإصلاح المالي والإداري في السلطة الفلسطينية، وبين تلك المترتبة على الجانب الإسرائيلي. وأعرب كبير ممثلي الحزب الجمهوري السناتور لوغار عن اعجابه بعباس، واصفاً اللقاء معه بأنه "ايجابي جداً"، فيما قال السناتور بايدين ان عباس "أثار انطباعاً جيداً لديه". وكان مقرراً أن يلتقي عباس امس مستشارة الرئيس جورج بوش لشؤون الأمن القومي كوندوليزا رايس بعد لقائه مع نحو 60 من اليهود الأميركيين. وشارك في الاجتماع الأول كل من وزير الخارجية الفلسطيني نبيل شعث ورئيس المجلس التشريعي أحمد قريع أبو علاء وممثل منظمة التحرير في واشنطن حسن عبدالرحمن، وانضم إليهم في اجتماع لجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس النواب وزيرا الداخلية والمال محمد دحلان وسلام فيّاض. وفي الاجتماع الثاني مع لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب رحب رئيس اللجنة النائب شيرمان هايد برئيس الوزراء الفلسطيني قائلاً: "انت بين اصدقاء، ويسرنا ان نساعدكم على النجاح". ورد عباس بالقول: "من اجل النجاح يجب ازالة جميع العقبات والذرائع للمضي قدماً في تنفيذ خريطة الطريق وذلك بإنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان والجدار الفاصل الذي من شأن مواصلة بنائه ان تهدد رؤية الرئيس بوش لقيام دولتين، فلسطين الى جانب اسرائيل في سلام". وكان وزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم ادعى ان مسألة جدار الفصل الذي تقيمه اسرائيل بينها وبين الفلسطينيين وعلى اراضيهم في معظم اماكن مساره لن تكون المسألة الرئيسية التي سيتناولها الأميركيون مع "أبو مازن" وشارون الثلثاء المقبل، انما سبل دفع العملية السلمية وتنفيذ الطرفين التزاماتهما في "خريطة الطريق" الدولية، وتحديداً مطالبة الفلسطينيين بتفكيك البنى التحتية العسكرية لفصائل المعارضة وجمع الأسلحة ووقف التحريض على العنف. ومع استمرار تعنت الحكومة الاسرائيلية في موضوع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين دعا وزير الدولة الفلسطيني لشؤون الأسرى والمحررين هشام عبدالرازق إسرائيل الى الاختيار بين السلام واستمرار دوامة العنف. وقال ان إسرائيل تحتجز الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين كرهائن لابتزاز الشعب الفلسطيني وممارسة الضغط عليه.