استمرت أمس ردود الفعل والتعليقات على مقتل عدي وقصي صدام حسين في الهجوم الذي نفذته القوات الاميركية الثلثاء الماضي على منزل كانا يقيمان فيه في مدينة الموصل. وأبدت وزارة الدفاع الاميركية ثقتها في العثور على والدهما الذي يعتقد بأنه ما زال مختفياً. واعتبر عضو مجلس الحكم العراقي احمد الجلبي موت عدي وقصي "ضربة كبيرة" لصدام. وفيما رأى وزير الاعلام العراقي السابق محمد سعيد الصحاف ان نجلي الرئيس العراقي السابق ليسا وراء الهجمات على القوات الاميركية، بثت قناة فضائية عربية شريطاً منسوباً الى "فدائيي صدام" يتعهد زيادة الهجمات بعد مقتل عدي وقصي. وقال ضباط اميركيون يبدو ان عدي قتل برصاصة في الرأس، ولا يعرف هل انتحر ام قتل برصاص القوات الاميركية. اكد عضو مجلس الحكم الانتقالي العراقي الطبيب موفق الربيعي انه رأى جثتي عدي وقصي صدام حسين وانه لا مجال للشك بان الجثتين هما فعلا لنجلي الرئيس العراقي. وقال "ليس هناك ادنى شك في ان الجثتين هما لعدي وقصي"، وذلك بعدما رأى الجثتين في مشرحة في بغداد. وفي وقت لاحق وزعت القوات الاميركية صوراً لجثتي نجلي صدام. واضحتي المعالم. وأمكن التعرف عليهما على الرغم من الجروح التي أصيب بها عدي في الوجه. وكانت ملامح عدي واضحة على الرغم من اصابة بترت جزءاً من انفه وشفته العليا. ولم تظهر اي جروح على وجه قصي. وتظهر الصور وجهي ابني صدام والنصف الاعلى من جسديهما. وقال ضباط يبدو ان عدي قتل برصاصة في الرأس، ولكن ليس من الواضح بعد اذا ما كانت الرصاصة اطلقها الجنود الاميركيون او انه انتحر. وبدا عدي وقصي ملتحيين، فيما بدا ان الاول حلق شعر رأسه اخيراً. الجيش الاميركي: صدام بعد نجليه من جهة اخرى، ابدى مسؤولو البنتاغون أمس ثقتهم بأن قتل نجلي صدام حسين سيعقبه الايقاع بالرئيس السابق المخلوع الذي تتعقبه وحدة من القوات الخاصة الاميركية في العراق. وأكد مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع طلب عدم ذكر اسمه: "نعرف اننا سنصل الى صدام حسين في المستقبل... الجيش الاميركي يعتقد بأنه مختبئ داخل العراق". واعتبر الجنرال ريكاردو سانشيز الذي يقود القوات الاميركية في العراق ان "الهدف النهائي هو صدام حسين... ولن نفشل". وقال مسؤول في وزارة الدفاع اشترط عدم نشر اسمه، ان مقتل نجلي صدام يركز البحث على الرئيس السابق. واضاف "بالنسبة الى صدام حسين الارجح ان رغبته في تجنب الوقوع في الأسر والبقاء على قيد الحياة.. اي غريزة البقاء.. هي اكبر لديه من اي نوع من المشاعر التي يمكن ان يحسها بسبب الحزن على فقد ولديه". واعتبر لاري كورب المساعد السابق لوزير الدفاع الاميركي والذي يعمل الآن في مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك، ان نموذج المخبر العراقي في الموصل الذي وشى بعدي وقصي يمكن ان يغري عراقيين اكثر بالتعاون مع القوات الاميركية. ووصف زعيم "الموتمر الوطني العراقي" عضو مجلس الحكم الانتقالي في العراق احمد الجلبي مقتل نجلي صدام بأنه "ضربة كبيرة" لصدام. و"رسالة كبيرة للعراق بأن صدام عليه ان يقاسي وفاة ابنيه طوال حياته... وحقيقة انهما قتلا تجعل احتمال اعتقاله قريب". وقال ان قتلهما "علامة كبيرة جداً جداً على ان النظام انتهى. والمغزى ان يقتنع الشعب بأن النظام انتهى". الصحاف ينفي دورهما في المقاومة الى ذلك، قال وزير الاعلام العراقي السابق محمد سعيد الصحاف ان وفاة عدي وقصي لن يضع نهاية للهجمات على القوات الاميركية مصراً انهما ليسا وراءها في شكل مباشر. وقال الصحاف لتلفزيون ابوظبي: "الرجلان كانا مختفيين بمعنى انهما ليسا في معرض المقاومة لا ان يقاوما ولا ان يقودا مقاومة لأن وضعهما محدد وهما محبوسان". واضاف ان الهجمات التي وقعت ضد القوات الاميركية بعد قتل عدي وقصي الثلثاء تثبت ان الشقيقين ليس لهما دور في الهجمات على قوات الاحتلال، معتبراً ان وفاة الشقيقين "امر سلبي"، لكنه اضاف ان الاثنين ارتكبا اخطاء كثيرة وتصرفا بلا مبالاة. وقال: "كل من عدي وقصي قام بتصرفات، انا اعتقد بأن كثيراً منها نفر قطاعات من العراقيين منهما وبالتالي نفرت هذه القطاعات من النظام ككل. لا يجوز لأبناء المسؤولين ان يكونوا بهذا الشكل... خلال الحرب... بعض القرارات والاجراءات في منطقة بغداد كانت غير صحيحة وادت الى خسائر وكان المرحوم قصي وراء ذلك". "فدائيي صدام": سنزيد الهجمات وبثت قناة "العربية" الفضائية أمس شريطا مصورا لاشخاص يقولون انهم من "فدائيي صدام - محافظة الأنبار" اكدوا فيه مقتل عدي وقصي وتعهدوا أن "استشهادهما سيزيد من الهجمات" على الاميركيين. وظهر في شريط الفيديو عدد من الاشخاص الملثمين والمسلحين الذين تناوبوا على الكلام. وقالوا: "نريد ان نقول لقوات الاحتلال التي قالت ان قتل عدي وقصي سيقلل من الهجمات، ان استشهادهما سيزيد من الهجمات... سيزيد من اصرارنا... نريد ان نقول للرئيس صدام ان ولديه قتلا ولكن العراقيين وهؤلاء الشباب لم يقتلوا. وان دماءنا فداء لأرض العراق". وبدت في خلفية الشريط صور للرئيس العراقي السابق ونجليه. كما كانت هناك الى جانب الملثمين رشاشات وقاذفات "آر بي جي". ومما جاء في الشريط ايضاً: "لقد استشهد نجلا الرئيس القائد صدام قصي وعدي في معركة شرسة استخدم فيها الاميركيون اكثر من مئتي جندي والدبابات والطائرات ... وفي قتال لمدة ثلاث ساعات كاملة ولم يسلموا انفسهم... والله انها لكربلائية ... كفرت عن كل ذنوبهم مع اول قطرة دم سالت... عاش العراقيون وعاش صدام حسين. ان هذا الاستشهاد يبين قوة العراقيين وزعزعة الكافرين الظالمين". وعاهد الرجال الشعب العراقي على الاستمرار في "الجهاد ضد الكافرين". وتوعدوا "الخونة والجواسيس" ب"ان نفعل بهم ما فعلناه بالاميركيين". وتابعوا بعدما حيوا الرمادي والفلوجة وغيرها من المناطق العراقية "ستبقى الأنبار سيفاً في يد القائد المجاهد صدام حسين". وتشهد محافظة الانبار في العراق هجمات مكثفة تستهدف الجنود الاميركيين الذين قتل منهم 41 جندياً على الاقل في هجمات منذ الاعلان الاميركي في اول ايار مايو عن انتهاء العمليات الاساسية في العراق. واضاف المتحدثون ان "الانتفاضة مستمرة الى ان تحرر ارضنا من الاميركان". وختم الشريط بذكر التاريخ، وهو 22 تموز يوليو، اي يوم مقتل عدي وقصي.