وصف الرئيس ياسر عرفات محاولات اقتحام مجموعة من المتطرفين اليهود باحات المسجد الاقصى في مدينة القدسالمحتلة امس بأنها "جريمة لا يمكن السكوت عليها". ورداً على اسئلة الصحافيين حول الموضوع اعتبر الرئيس عرفات ان "هذه جريمة كبرى لا يمكن السكوت عليها"، مشيراً إلى ان المستوطنين والمتطرفين اليهود دخلوا قبل ذلك الى المسجد الابراهيمي في مدينة الخليل جنوبالضفة الغربية. وعن استمرار الاعتداءات الاسرائيلية قال: "انني توقعت اكثر من ذلك"، واصفا هذه الاعتداءات بانها "تصعيد في الاتجاهات كافة، وهذا دليل على انهم الاسرائيليين لا يريدون السلام". وخاطب الرئيس اطفال مخيم صيفي اقامته كاتدرائية القديس جورج في مدينة القدسالمحتلة زاروه في مقره المحاصر في رام الله امس بالقول: "انتم تمثلون القاعدة الحقيقية والاساسية التي تدافع عن اولى القبلتين أو أرض الرباط وعن كنيسة القيامة والحرم الشريف وعن القدس التاريخية والحضارية والدينية عاصمة الدولة الفلسطينية". ميدانياً، احبط حراس المسجد الاقصى محاولة نحو 25 مستوطناً متطرفاً من اقامة طقوس دينية يهودية في باحات المسجد عندما شرع بعضهم بإقامة الصلوات والطقوس الدينية في باحات المسجد، قبل ان تخرجهم الشرطة الاسرائيلية عنوة من المسجد. ووصف مدير المسجد الاقصى وخطيبه الشيخ محمد حسين اقتحام المستوطنين للمسجد بانه "عمل استفزازي لمشاعر المسلمين" لافتاً إلى ان "الاوقاف الاسلامية حذرت من قرار الشرطة الاسرائيلية المنفرد في خصوص ادخال اليهود والاجانب الى المسجد الأقصى". وكانت سلطات الاحتلال قررت في بداية الشهر الجاري السماح لليهود والاجانب بدخول المسجد، الامر الذي رفضته السلطة الفلسطينية والاوقاف الاسلامية والشارع الفلسطيني على حد سواء. يذكر ان زيارة شارون الى المسجد الاقصى في 28 ايلول سبتمبر 2000، هي التي اشعلت شرارة الانتفاضة المستمرة الى الآن وباتت تعرف باسم انتفاضة الاقصى. وندد قاضي القضاة الشرعيين الشيخ تيسير التميمي باقتحام المسجد، معتبرا ذلك "مساً صارخا بعقيدة المسلمين لأن المسجد الاقصى مسجد خاص بالمسلمين ولا حق لليهود فيه". وشدد التميمي في تصريحات صحافية على ان ما جرى "يتنافى مع ما دعت اليه الشرائع السماوية، لأنه لا تجوز ازدواجية العبادة لديانتين في مكان واحد، والمسجد الأقصى خاص بالمسلمين بقرار رباني ولا علاقة لهم فيه". واعتبر ما جرى امس "تفجيرا للوضع المتأزم وتقويضا للجهود المبذولة لاحلال السلام"، مطالبا الحكومة الاسرائيلية التي تدعم الجماعات اليهودية المتطرفة والمستوطنين في مسعاهم دخول المسجد ب"العودة الى رشدها وعدم التسبب في كوارث جديدة في المنطقة". وناشد الامتين العربية والاسلامية، خصوصا لجنة القدس ومنظمة المؤتمر الاسلامي والجامعة العربية "القيام بواجبها للحفاظ على المسجد الاقصى". كما اجرى الرئيس عرفات اتصالاً هاتفياً مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى اطلعه فيه على خطورة اقدام المتطرفين اليهود على اقتحام باحات المسجد الاقصى.