أخفقت اسرائيل في حملة تنظمها داخل اوساط الاتحاد الأوروبي ضد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات واعترف وزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم بوجود خلاف يفرق بين الدولة العبرية والاتحاد في شأن الموقف من الرئيس عرفات. وعقب شالوم على الموقف الأوروبي المتمسك بشرعية الرئيس الفلسطيني ودوره في إدارة جهود إحياء عملية السلام بقوله ان "الأصدقاء اتفقوا على عدم الاتفاق وبعض البلدان الأوروبية غيرت موقفها إزاء عرفات". وكرر شالوم تمييزه بين الرئيس عرفات الذي زعم انه "يمثل عقبة في طريق السلام ورئيس الوزراء المعتدل محمود عباس أبو مازن". ورداً على الطلب الاسرائيلي أوضحت كريستينا غالاش الناطقة باسم منسق السياسة الخارجية خافيير سولانا الى "الحياة" ان الاتحاد الأوروبي "لم يغير موقفه ولن يتوقف عن التحدث الى الرئيس عرفات وفق الصيغ المناسبة". واضافت أن الاتحاد الأوروبي يتعاون مع رئيس الوزراء الفلسطيني أبو مازن والوزراء المعنيين في شأن تنفيذ "خريطة الطريق" والاصلاحات الجارية في مختلف المجالات "ويتعاون الاتحاد مع ياسر عرفات لأنه الرئيس المنتخب". وتحدث مصدر ديبلوماسي اوروبي عن قناعة الاتحاد بضرورة مواصلة التعاطي مع الرئيس الفلسطيني لأنه الرئيس المنتخب ثم "للقناعة بقدرة الرئيس في حسم النقاشات داخل الساحة الفلسطينية". كما إن الأوروبيين لا يرغبون الانخراط في خطة قد تؤدي الى تفجر حرب أهلية داخل صفوف الفلسطينيين إذا هم انقسموا بين مناصر ومناهض للقيادة الشرعية. وذكر بيان المجلس الوزاري الأوروبي بأن الاتحاد "يدعم بقوة جهود رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس" ويرحب بالجهود التي تبذلها المفوضية من أجل مساندة خطة الاصلاحات. كما يرحب الاتحاد بالمعونات التي أقرتها الولاياتالمتحده لتشجيع خطة الاصلاح الفلسطينية. وكان وزير الخارجية الاسرائيلي تحدث صباح أمس في بروكسيل بعد اجتماعه الى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي واللقاء الذي تم مع نظيره الفلسطيني الدكتور نبيل شعث تحت رعاية ايطاليا الرئيسة الحالية للاتحاد. وقال الدكتور شعث في حديث خاص الى "الحياة" ان جهود الاسرائيليين لعزل الرئيس عرفات خابت في كافة العواصم الأوروبية داخل الاتحاد وخارجه "فهم يتركون عملية السلام ويجولون العواصم من أجل عزل الرئيس عرفات. لكنهم اصطدموا في داخل الأراضي المحتلة بوحدة الصف الفلسطيني وفي الخارج بيقظة الاتحاد الأوروبي والمجموعة الدولية التي ترفض الضلوع في خطة اسرائيلية تهدف تفجير حرب أهلية تكون مبررا لوقف عملية السلام". وكانت اسرائيل راهنت على موقف ايطاليا باحتمال تجاوز الرئيس عرفات، إلا أن رئيس الوزراء الايطالي بيرلسكوني تراجع وجدد التزامه بالموقف الأوروبي ووعد أيضاً بالذهاب الى رام الله وزيارة الرئيس عرفات. وقال ديبلوماسي ايطالي أمس في بروكسيل ان بلاده تتمسك بالموقف الجماعي الأوروبي حيال الرئيس عرفات. ورأى وزير الخارجية الفلسطيني ان اسرائيل "لم تنفذ سوى القليل من خريطة الطريق فيما الفلسطينيون ملتزمون بالهدنة المطلقة في كافة أنحاء فلسطين". وأوضح شعث في لقائه مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ان اسرائيل "تواصل الاستيطان ولم تنسحب سوى من أجزاء قليلة من الأراضي المحتلة وتواصل الحصار الاقتصادي والحظر المفروض على الرئيس الفلسطيني المنتخب". وذكر بيان أصدره وزراء الخارجية بعد الاجتماع الى وزير خارجية كل من السلطة الفلسطينية وحكومة اسرائيل ان الاتحاد الأوروبي يلح على ضرورة إحراز تقدم في "مجالات تجميد الاستيطان ووقف بناء الجدار الفاصل كذلك إحراز تقدم في موضوعالمعتقلين والاسرى ومواجهة أولئك المنخرطين في الارهاب وتفكيك قدرات وبنى الارهاب". وأكد البيان الأوروبي ضرورة تنفيذ "خريطة الطريق" بشكل أمين من جانب الطرفين. وأبدى وزير الخارجية الاسرائيلي انفتاحاً على دور الاتحاد الأوروبي في عملية السلام، واستخدم لغة وفاق ديبلوماسية لم يعهدها المراقبون في الساحة الأوروبية من وزير اسرائيلي. وأكد شالوم "مساندته طلب انخراط اوروبا في تشجيع عملية السلام" ورأى ان اوروبا "تمثل لاعباً كبيراً ويمكنها الاضطلاع بدور في حل النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين". وأشار الى ان الاتحاد الأوروبي لم يشارك في السابق في مفاوضات السلام والاتفاقات التي أبرمت مع كل من مصر والأردن والفلسطينيين. وشدد في الحديث امام الصحافة الدولية على "وجوب أن يضطلع الاتحاد الأوروبي من الآن فصاعداً بدور أساسي في عملية السلام". وأكد بيان المجلس الوزاري الأوروبي التزام الاتحاد بالعمل الوثيق مع الولاياتالمتحده وبقية أطراف اللجنة الرباعية من أجل إنجاح تنفيذ "خريطة الطريق" من جانب الطرفين كذلك العمل من أجل ايجاد آلية مراقبة.