سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العالم البريطاني تحدث قبيل وفاته عن "ضغوط لا تطاق"... و"بي بي سي" تؤكد أنه مصدر تقريرها . بلير يرفض الاستقالة أو استدعاء البرلمان ويقبل المثول أمام لجنة تحقيق في وفاة كيلي
أبدى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أمس استعداده للمثول أمام لجنة قضائية للتحقيق في وفاة عالم الأسلحة البيولوجية البريطاني ديفيد كيلي، مؤكداً أنه لا ينوي الاستقالة من منصبه. وفيما رفض استدعاء البرلمان من عطلته لبحث ملابسات القضية، أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي أن كيلي كان مصدر تقريرها عن تلاعب الحكومة البريطانية بالمعلومات الاستخباراتية لتبرير الحرب على العراق. وقال بلير في مؤتمر صحافي مع رئيس كوريا الجنوبية روه مو هيون في سيول التي يزورها في إطار جولة آسيوية: "بالطبع هناك أمور سأقولها للجنة التحقيق كما سيفعل آخرون". ودعا إلى السماح للتحقيق بالكشف عن حقائق القضية في جو من ضبط النفس والاحترام. وأعرب عن ارتياحه لتأكيد "بي بي سي" أن كيلي كان مصدر تقريرها عن تلاعب الحكومة البريطانية بالمعلومات الاستخباراتية. وأكدت "بي بي سي" أن كيلي كان المصدر في تقريرها. وجاء في بيان للهيئة أنه "خلال الأسابيع القليلة الماضية بذلنا ما في وسعنا من أجل عدم الكشف عن هوية الدكتور كيلي كمصدر لتلك التقارير ... كنا ندين له بواجب الحفاظ على السرية. وفي أعقاب وفاته نعتقد الآن أنه من أجل وضع حد للتكهنات المتواصلة فمن المهم أن ننشر هذه المعلومات بالسرعة الممكنة" وأكد رئيس الوزراء البريطاني أنه ينوي "بكل تأكيد" البقاء في منصبه على رغم الأزمة التي أثارتها وفاة كيلي وسط جدل حول الملف الذي نشرته الحكومة البريطانية في أيلول سبتمبر الماضي لتبرير مشاركتها في الحرب على العراق. وقال في مقابلة مع تلفزيون "سكاي نيوز": "اعتقد بالتأكيد أنني أقوم بالعمل الصائب لبلادي وإلا ما كنت سأقوم بهذا العمل ... واجهت مرات كثيرة أوضاعاً كان الناس يقولون فيها إنه وضع رهيب وما إلى ذلك. المسألة تعتمد على ما إذا كنت تؤمن بما تقوم به". ورفض بلير دعوة حزب المحافظين المعارض إلى عقد البرلمان لمناقشة ملابسات القضية، معتبراً أن استدعاء البرلمان من عطلته "من شأنه أن يزيد الموضوع حرارة لا ضوءاً". وتواصلت أمس الانتقادات لرئيس الوزراء البريطاني، فدعا زعيم المعارضة المحافظ أيان دنكان إلى إجراء تحقيق موسع والتحقيق في شأن "كيفية استخدام الحكومة للمعلومات الاستخبارية حول العراق". وكتبت صحيفة "صنداي تايمز" أن صدقية رئيس الوزراء أصبحت على المحك. وأضافت: "ربما لم تكن يدا بلير ملطختين بالدماء، لكن تتعين عليه الإجابة عن أسئلة كثيرة والناخبين ليسوا على استعداد الآن لمنحه مبدأ أن الشك يفسر لمصلحة المتهم". وكشفت الصحيفة أن العالم البريطاني تحدث في رسالة إلكترونية بعث بها قبل ساعات من وفاته عن أن "أشخاصاً من الذين يعملون في الظل يدسون". واعتبر كيلي في مقابلة أجرتها معه الصحيفة أخيراً أنه تعرض لضغوط "لا تطاق" من وزارة الدفاع عندما كشفت هويته. وقال: "أنا تحت الصدمة. قالوا لي إن كل شيء سيبقى سرياً". ومن جهتها، اعتبرت صحيفة "أندبندنت" أن بلير "دخل إلى الحرب بحجة أن العراق يمثل تهديداً كبيراً ومن هذا المنطلق يجب أن يجلس على كرسي الاتهام". ودعت إلى تحقيق أشمل: للتحقق من الدوافع الحقيقية عن سبب انخراط هذا البلد في حرب لم يطح فيها بالأرواح فحسب، ولكن أيضاً بثقة الأمة بقادتها السياسيين". ومن جهته، شن بيتر ماندلسون الوزير البريطاني السابق القريب من بلير، هجوماً عنيفاً على "بي بي سي" ودورها في الحرب الكلامية التي سبقت وفاة كيلي. وهاجم في مقال نشرته صحيفة "أوبزرفر" ما وصفه ب"هوس بي بي سي" بمهاجمة مسؤول الاتصالات في مكتب بلير الستر كامبل.