آلو لمن أعطيت صوتك؟ لرويدا. لماذا؟ ملحم صاحب الصوت الأفضل. أعتقد أن رويدا تجتمع فيها مواصفات السوبر ستار، كنت أفكر في التصويت لشادي. لماذا شادي؟ أعرف أن الفتيات يحببنه لكن لا تكوني بلهاء كما الأخريات، ثم إنه ليس جميلاً جداً كما تدعون. هذا نموذج من مكالمة هاتفية قد تجرى صباح يوم الإثنين. أما الثلثاء فيختلف مضمون المحادثة لتصير ربما كالآتي: آلو ، هل أعجبتك النتيجة؟ كلا، نانسي ممتازة لماذا أُخرجت بهذه السرعة؟ معك حق، أعتقد أن ملحم ورويدا وديانا هم الذين سيبقون حتى التصفيات النهائية. إنه برنامج "سوبر ستار" الذي تبثه شاشة تلفزيون المستقبل، والذي بتنا بشكل أو بآخر نعيش على إيقاعه، ننتظر حلقات التصفيات، ليبدأ بعد انتهاء الحلقة "سيل" التصويت والمناقشات، والفرحة بفوز المرشح الذي صوتنا له، أو الخيبة لسقوط من أحببنا. بعض أوقاتنا تدوزن على إيقاع "سوبر ستار"، فهو البرنامج الذي عرف كيف يسجل نجاحاً شعبياً، بعدما ضمنه منفذوه عناصر هذا النجاح، ابتداء من أعضاء لجنة التحكيم العارفين في شؤون الموسيقى والإطلالة الفنية إلى المقدمين اللذين يتمتعان بحضور ظريف، هما "على الموضة" وذكيان في آن، إلى قوانين اللعبة بذاتها، التي توحي للمشاهد العربي انه في طريقه إلى اختيار نجمه هو العاجز عن اختيار ممثليه السياسيين. والمشاركون بذاتهم عنصر نجاح، في الحلقات الأخيرة من البرنامج تحديداً نستمع إلى أصحاب أصوات مميزة، هم جميعهم بالتأكيد أكثر موهبة من معظم الفنانين الذين استولوا على الساحة الفنية، وحضورهم أجمل. هؤلاء صاروا جزءاً من حياتنا، نحفظ أسماءهم، نتناقش في أداء محمد وصابر ومرعي وسعود ووائل، ونعرف بعض تفاصيل حياتهم، ويسعدنا أن نسمع لهجاتهم المتنوعة، صاروا نجومنا وإن رحل بعضهم عن شاشاتنا، ننتظر ما سيختارونه لنا من أغان يطربوننا بها، تدق قلوبنا بانتظام دقات قلوبهم في انتظار النتائج، ونحزن للخاسرين، تؤثر فينا دموعهم، نلعن قوانين اللعبة التي لا تسمح ببقاء كل هؤلاء. ثم ننسى من خرج، ونجدد مساء الأحد حماستنا لمن بقي من المتسابقين، وندرك تماماً أننا نحبهم لأنهم يشبهوننا، ليسوا نجوماً إنهم هواة، خضعوا لبعض التعديلات في الشكل لكنهم لا يزالون قريبين منا، ربما لأنهم لا يزالون في فترة الامتحان، ويعجبنا هذا السباق السريع. نتغاضى أحياناً عن إعلان الشاي الذي يصر على الاستهزاء بعمالقتنا أم كلثوم ليست بالبلاهة التي تقدمها بها فتاة الإعلان، والإعلان جزء من البرنامج الذي يعتمد أصلاً على الترويج ومشاركة المشاهد في "القرار" وفي الربح. إن لم نربح التذكرة سنربح سماع أصوات جميلة واختيار "مطربنا"... وننتظر الحلقة المقبلة من دون أن نسأل هل هو حقاً برنامج مكتملة عناصره أم أنه وهم المشاركة جرنا إلى برنامج لطيف وممتع.