نفت مؤسسة خيرية سعودية بارزة اتهامات اميركية لها بإقامة علاقات مع الارهاب الدولي، معلنة انها أغلقت بعض مكاتبها الخارجية للتركيز على معالجة مشكلة الفقر في الداخل. وقال الشيخ عقيل العقيل مدير مؤسسة "الحرمين الخيرية" ان المؤسسة التي تجمع نحو 200 مليون ريال 54 مليون دولار سنوياً تشجع الاعتدال، ونأت بنفسها عن الجماعات التي تلجأ الى العنف منذ تأسيسها قبل عشر سنوات. وقال العقيل في حديث الى "رويترز" ان المؤسسة انشئت للدعوة الى الاسلام سلماً، وأبدى دهشته من ان توصف بأنها ارهابية، واشار الى احتمال وجود خطأ ما، موضحاً ان المؤسسة ليس لديها أي ميل للعنف على الاطلاق. وفي آذار مارس الماضي، أدرجت وزارة الخارجية الاميركية مكاتب مؤسسة الحرمين في البوسنة والصومال على قائمة "المنظمات الارهابية". وابلغ مسؤول في وزارة الخزانة الاميركية الكونغرس الاسبوع الماضي ان السعودية أغلقت عشرة من مكاتبها في الخارج بعد هجمات انتحارية في الرياض في 12 ايار مايو الماضي وانها عدلت مجلس ادارتها. وتعرضت السعودية لضغوط اميركية متزايدة لوقف أي دعم أو تمويل داخل المملكة للجماعات المتشددة بعد هجمات ايلول 2001 في نيويورك. وأعلنت مؤسسة "الحرمين" انها قدمت المساعدات والغذاء للمسلمين في شرق افريقيا والبلقان والشيشان وعدد من الدول الآسيوية، كما أقامت 1300 مسجد ورعت ثلاثة آلاف واعظ واصدرت 20 مليون كتيب ديني. وقال العقيل ان المؤسسة كانت توجه 70 في المئة من انفاقها للخارج، لكنها الآن تحول انتباهها الى الاحتياجات المحلية استجابة لرغبة الحكومة ولمكافحة الفقر الناجم عن النمو السكاني الكبير في المملكة. واضاف ان المؤسسة ستغلق مكاتبها في البوسنة والصومال وباكستان وتنزانيا وكوسوفو واندونيسيا وكينيا واثيوبيا بسبب تصرفات الحكومات المضيفة. وتابع ان هذه الدول تتعاون مع الولاياتالمتحدة وتوجه الاتهامات الى المؤسسة وتفتش مراكزها. وقال مستشار لولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في واشنطن الشهر الماضي ان المؤسسة ستغلق مكاتبها خارج المملكة وانه سيحظر على أي مؤسسة سعودية فتح مكاتب في الخارج. لكن العقيل قال انه ما زالت لمؤسسة "الحرمين" فروع في مصر واليمن والسودان وموريتانيا ونيجيريا وبنغلادش. واضاف ان كل هذه المكاتب العاملة حتى الآن لها وضع قانوني. وكانت اجراءات اتخذتها الحكومة السعودية منذ هجمات 11 ايلول منعت المؤسسة من جمع الأموال، وعلى رغم ان الضغوط الاميركية اثرت في تبرعات بعض الشركات الا ان العقيل يقول ان الدعم العام لمؤسسة "الحرمين" زاد، واشار الى انها اصبحت رمزاً للبطولة في العالم العربي بسبب وقوف الولاياتالمتحدة ضدها.