كشفت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون أن الجيش الأميركي أجرى خمسين تجربة سرية على عناصر بيولوجية وكيماوية، في الستينات والسبعينات من القرن الماضي، فيما نشرت صحيفة "ذي غارديان" اللندنية أمس، تقريراً عن خطط البنتاغون لتصنيع جيل جديد من الأسلحة، يشمل قنابل تلقى من الفضاء ومراكب تفوق سرعتها سرعة الصوت بأضعاف، ما يتيح لها ضرب أعداء من الأراضي الأميركية بسرعة فائقة. وأفادت الصحيفة ان تكنولوجيا الأسلحة الأميركية الجديدة ستحرر واشنطن في غضون 25 سنة، من الاعتماد على حلفائها الاقليميين وقواعدها الخارجية، كجزء من خطة الاكتفاء الذاتي التي شجعتها مصاعب الحصول على مساندة دولية قبل الحرب على العراق. وأضافت ان الأسلحة الجديدة تُطوَّر ضمن برنامج "فالكون" تطبيق القوة والاطلاق من الأراضي الأميركية. وأشارت إلى أن موقع البنتاغون على الانترنت، وضع إعلاناً لاستقبال العروض من الشركات المتعهدة. وأكد الموقع أن الهدف النهائي يكمن في صنع "مراكب حربية تفوق سرعتها سرعة الصوت قادرة على قطع مسافة تسعة آلاف ميل بحري خلال أقل من ساعتين، لضرب الأهداف". ونقلت الصحيفة عن المحلل العسكري في معهد "ليكسنغتون" في واشنطن دانييل غور، ان المركبة التي يخطط البنتاغون لها تستطيع الطيران بسرعة تعادل عشرة أضعاف سرعة الصوت، وحمل صواريخ يبلغ وزنها نحو 5454 كيلوغراماً. وأشارت إلى أن القوات الجوية الأميركية تعمل مع وكالة بحوث المشاريع الدفاعية المتقدمة داربا لصنع نظام أسلحة جديد أقل كلفة ويملك قدرة "وصول عالية"، تعتمد على دافعة إطلاق صواريخ مستنفدة، تعرف باسم مراكب إطلاق صغيرة اس ال في، وتوجه الصاروخ إلى الفضاء ثم تعيده بسرعة فائقة إلى هدفه على الأرض. وأضافت الصحيفة ان رأساً حربية كهذه تسمى في قاموس القوات الأميركية "كاف"، أي قنبلة توجه إلى هدفها عبر تسليطها بسرعة فائقة. وأشارت إلى أن القنبلة "كاف" تحمل ألف باوند 454 كيلوغراماً من المتفجرات، على رغم أن لا حاجة إلى المتفجرات بهذه السرعة المدمرة. ورأت أن "كاف" بسرعتها تستطيع اختراق نحو 70 قدماً 21.21 متر من الصخر الصلب، وانها تتسبب في "دمار مروع". وفي الإمكان استخدامها ضد الخنادق المحصنة تحت الأرض، الأمر الذي تطلبه القوات الجوية. وأكدت الصحيفة أن أول تجربة للنظام بأكمله ستنفذ نهاية عام 2007. وسيطلق البنتاغون أول تجربة لنموذج مثيل لمركبة "اتش سي في" عام 2009. تجارب كيماوية وبيولوجية إلى ذلك، كشف البنتاغون أن الجيش الأميركي أجرى 50 تجربة سرية على عناصر بيولوجية وكيماوية في الستينات والسبعينات من القرن الماضي. وجاءت هذه المعلومات بعد تحقيقات استمرت ثلاث سنوات في ما يسمى "مشروع 112" ومشروع "بروجكت شاد"، وأجريت براً وبحراً في أنحاء من العالم، من جزر مارشال وبنما وكندا وبريطانيا، وشارك فيها حوالى 5842 جندياً أميركياً. وقال كبير المحققين في وزارة الدفاع دي دودسون موريس إن التجارب كانت سرية إلى درجة أن مسؤولي الدفاع لم يعرفوا حجمها. ويعود المشروع إلى عام 1961 عندما أمر وزير الدفاع آنذاك روبرت ماكنمارا بإجراء سلسلة من التجارب لاختبار فاعلية الأسلحة الكيماوية والبيولوجية. وشملت التجارب مناطق في العالم، بينها بريطانيا وكندا وهاواي.