أكد مسؤولون في شبكة أخبار "سكاي نيوز" التلفزيونية البريطانية العزم على التحرك بأسرع ما يمكن لمواجهة التهمة "المؤلمة" الى الشبكة بتزييف تقرير اخباري متعلق بالحرب على العراق، وانهم جمّدوا عمل الصحافيين اللذين أعدا التقرير. ونشرت صحيفة "غارديان" أن شريطاً وثائقياً أعدته محطة "بي بي سي 2" للتلفزيون للبث الأحد المقبل ادعى أن تقريراً بثته "سكاي نيوز" قبل شهور عن اطلاق مزعوم لصاروخ "كروز" من غواصة بريطانية أثناء غزو العراق كان مزوراً. وأوضح تلفزيون "بي بي سي 2" أنه اكتشف التلاعب بعدما قضى فريق من مراسليه عشرة أيام على متن الغواصة نفسها. ونبهت الصحيفة شبكة "سكاي نيوز" أول من أمس الى قرب تفجر هذه الفضيحة. وكان تقرير "سكاي نيوز" حصل على "الموافقة الأمنية" من وزارة الدفاع البريطانية لبثه. وظهر فيه طاقم الغواصة وهو يتهيأ للاطلاق. لكن فريق "بي بي سي 2" أكد ان الغواصة كانت في المرفأ وقتها، وان عملية التهيئة اقيمت خصيصا لكاميرات "سكاي نيوز". وقالت "بي بي سي 2" انها تعرف المرفأ الذي كانت فيه الغواصة لكن وزارة الدفاع حظرت تحديده. ويبدأ مراسل "سكاي نيوز" جيمس فورلونغ التقرير بالقول: "هذه هي الغواصة النووية سبلندد تحت مياه الخليج في اللحظات الأخيرة قبل اطلاق صاروخ كروز". ثم يواصل: "لقد تم تحديد الاحداثيات. الهدف على بعد أميال كثيرة خلف الأفق". ثم يبرز الشريط أحد البحارة وهو يعلن بعد مراقبة جهاز الرصد: "أرى انطلاق الصاروخ"، فيما علمت "بي بي سي 2" ان الغواصة لم تطلق أي صواريخ خلال وجود فريق "سكاي نيوز" على متنها. ومن بين المشاهد زر أحمر يحمل كلمة "الاطلاق" واصبع لواحد من البحارة يضغط على الزر. الا ان الاطلاق في الغواصة "سبلندد" كما تأكد لفريق "بي بي سي 2"، يتم بالكومبيوتر وليس بالضغط على زر. وفاقم من خطورة التهمة ان "سكاي نيوز" أعدت التقرير ليكون مشتركا بين عدد من شبكات الاخبار، واستعملته بالفعل شبكة اخبار "آي تي في" البريطانية. وقال مسؤول كبير في شبكة منافسة: "اذا صحت التهمة فهي بالغة الخطورة وسيكون لها تأثيرها القاسي على التغطيات الاخبارية". وأكد مسؤول آخر ضرورة "ثقة المشاهدين مئة في المئة بالتقارير وإلاّ فهو الفشل". وتحدث صحافيون في غرفة أخبار "سكاي نيوز" عن "صدمتهم" أول من أمس عندما شاهدوا تقرير "بي بي سي". فيما شدد سيمون كول نائب رئيس "سكاي نيوز" على أن الشبكة ستحقق في القضية بأسرع ما يمكن "لأننا لا نريد لهذه القضية المؤلمة أن تطول". وعرف ان رئيس الشبكة نيكولاس بولارد قطع اجازته السنوية وعاد الى بريطانيا للاشراف على التحقيق. وان مقدم البرنامج جيمس فورلونغ ومنتجته لوسي تشيتر الموقوفين عن العمل بدآ أمس اعطاء افادتهما الى كبار المسؤولين.