بدأت موسكو تحركاً مكثفاً لتحريك عمل لجنة مراقبة وقف اطلاق النار المنبثقة من تفاهم نيسان أبريل وأجرى وزير الخارجية الروسية ايغور ايفانوف اتصالات هاتفية بوزراء خارجية مصر عمرو موسى وسورية فاروق الشرع واسرائيل ديفيد ليفي. وقال ديبلوماسي رفيع المستوى ل"الحياة" ان مسؤولين في الخارجية اجتمعوا امس مع سفراء عرب لإبلاغهم مبادرة روسية محتملة ستقدم الى الاتحاد الاوروبي. وذكر بيان رسمي صدر في موسكو ان ايفانوف اكد للوزراء الثلاثة ان بلاده "تعارض في شدة المواجهة المسلحة في جنوبلبنان، وتدعو جميع الافرقاء الى ضبط النفس والتمسك بتفاهم نيسان". وقال رئيس بعثة الجامعة العربية في موسكو السفير مهنا درة ل"الحياة" ان "السفراء العرب مرتاحون الى نتائج لقائهم في الخارجية الروسية اذ اعربت موسكو عن قلقها حيال موت الابرياء وتهدم البنية التحتية في لبنان، ونبهت الى ان التوتر الحالي ألحق ضرراً بالثقل الايجابي الذي حققته المفاوضات المتعددة الاطراف في موسكو". ووعدت روسيا بالبحث في التطورات الاخيرة في اتصالات يجريها ايفانوف مع الاتحاد الاوروبي، ونوقش الموضوع اللبناني اثناء محادثات اجراها في موسكو امس وزير الخارجية البريطانية روبن كوك. وتسعى روسيا الى "ايجاد ضمانات دولية" لجميع دول المنطقة وتفعيل دور الاممالمتحدة لاحقاً. لكنها ترى ان ذلك يقتضي الآن تهدئة الاوضاع والتقيد الصارم بتفاهم نيسان. واعتبر ديبلوماسي عربي في حديث الى "الحياة" ان "هذا الموقف الروسي متقدم"، وأشار الى ان المسؤولين في وزارة الخارجية شددوا على تطبيق القرار الدولي الرقم 425 لكنهم اكدوا في الوقت نفسه "صعوبة" معالجة مشكلة الجنوباللبناني ما لم تستأنف المفاوضات على المسار السوري. وأيدت روسيا في وضوح مطالبة دمشق باستعادة الجولان ودعت الى اعتماد صيغة "الانسحاب الكامل في مقابل السلام الكامل".