أكدت الأممالمتحدة أمس مشاركة وفد لمجلس الحكم الانتقالي العراقي الثلثاء المقبل في مداولات مجلس الأمن حول العراق، من دون ان يعني الاعتراف بهذه الهيئة التي شكلت برعاية القوى المحتلة. وقال ديبلوماسي ان "الوفد لن يمثل خلف لوحة تحمل اسم العراق"، مشيراً الى أن مجلس الأمن سيقرر الاجراءات الشكلية التي سيتم اعتمادها خلال المداولات حول العراق. وأعلنت ايران أمس تأييدها بتحفظ ل"المجلس"، مشددة على دور للأمم المتحدة لإعادة الحياة الطبيعية الى العراق. وكان الناطق باسم "المؤتمر الوطني" العراقي انتفاض قنبر أكد أمس ان وفداً من المجلس غادر بغداد الى نيويورك ليشارك في جلسة لمجلس الأمن، وان وفدا آخر توجه الى روما لحضور مؤتمر دولي تنظمه الدولية الاشتراكية. وقال قنبر ان "وفدين من مجلس الحكم الانتقالي في العراق غادرا بغداد جواً، الاول في طريقه الى العاصمة الايطالية لحضور مؤتمر حول العراق تنظمه الدولية الاشتراكية اليوم والثاني الى نيويورك لحضور جلسة مجلس الأمن". واضاف ان "الوفد الذي سيزور مقر الاممالمتحدة سيلتقي الامين العام كوفي انان ليبحث معه مسألة عودة العراق ليشغل مقعده في اجتماعات المجلس". وكان مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب الديموقراطي الكردستاني هوشيار زيباري ذكر الاربعاء ان الوفد الذي سيتوجه الى نيويورك سيتألف من رئيس المؤتمر الوطني العراقي احمد الجلبي ورئيس تجمع الديموقراطيين العراقيين عدنان الباجه جي والعضو في لجنة المتابعة التي تتولى ادارة وزارة الخارجية العراقية منذ سقوط صدام حسين، عقيلة الهاشمي. واشار الى ان الوفد المتوجه الى روما يتألف من رئيس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني ورئيس الحزب الوطني الديموقراطي نصير الجادرجي والأمين العام للحزب الشيوعي العراقي حميد الموسى وممثلين عن حزب الدعوة واحزاب اخرى. ودعا الرئيس الايراني محمد خاتمي الى تحويل السلطة الانتقالية في العراق الى سلطة عراقية وطنية وديموقراطية. وأضاف خلال استقباله الممثل الخاص للأمم المتحدة في العراق سرجيو دوميلو "ان تشكيل مجلس للحكم في العراق يعد خطوة باتجاه ضمان مطالب الشعب العراقي في حال أدى هذا المجلس الى إقرار حكومة شعبية" موضحاً أن هذا المجلس لا ينبغي أن يبرر استمرار الاحتلال. وأكد ان خروج القوات الأجنبية من العراق "يخدم مصالح هذه الدول والشعب العراقي والمنطقة كافة". وأعرب عن عدم ارتياحه الى عدم استقرار الأمن في العراق، وطالب بالاسراع "بإحلال السلام والهدوء في هذا البلد وكل المنطقة على ضوء إقرار النظام الوطني في العراق". ووصف الممارسات الأميركية في العراق بأنها "خاطئة"، موضحاً أن الأممالمتحدة "انما تأسست للحيلولة دون وقوع الحرب والعنف ولإحلال السلام العالمي وعليها أن تتولى الهداية والمركزية". وأضاف: "ان الاجراءات الأميركية في العراق وجهت ضربة الى صدقية الأممالمتحدة"، أما دي ميلو فقال ان "المجلس يضم كل المجموعات العراقية المختلفة على المستوى الوطني ويتمتع بصلاحيات ملحوظة لكي يمثل الشعب العراقي". وصرح بأنه "في حال حصوله على الدعم من الأممالمتحدة والدول المجاورة للعراق سيتمكن من الحصول على صلاحيات أكثر، مشيداً بتعاون ايرانوالأممالمتحدة في هذا المجال". وجاءت زيارة دوميلو في اطار جولته على دول المنطقة ومنها ايران للحصول على دعم لمجلس الحكم الانتقالي في العراق وتصر طهران على إعادة زمام الأمور بشكل كامل الى أيدي الشعب العراقي وخروج القوات الأميركية.