اقل ما يمكن ان يوصف به اصدار المجمع الثقافي في أبو ظبي "الموسوعة الشعرية" في نسختها الثالثة، هي انها فعل ثقافي ريادي. فهذه الخطوة أعادت الى الحياة نحواً من مليونين ونصف المليون بيت من الشعر العربي، كانت موزعة على دواوين 2300 شاعر. وضاعف من قيمة الموسوعة اطلاقها في الشبكة الالكترونية، في موقع خاص، وامكان شرائها مسجلة على اسطوانات ليزر لا يتجاوز سعر النسخة الواحدة منها 25 درهماً نحو 7 دولارات. وكان المجمع الثقافي اصدر الكتاب المسموع قبلاً، مسجلاً ريادته في هذا المجال ايضاً، اذ وفر على اشرطة ممغنطة العشرات من امهات الكتب العلمية والتاريخية والادبية. ناهيك بتجربة "الكتاب بدرهم"، التي صادفت اليوم العالمي للكتاب ولقيت صدى واسعاً. وبحسب رئيس قسم تكنولوجيا المعلومات في المجمع الثقافي منذر العكيلي، تحاول الموسوعة الشعرية، جمع كل ما قيل في الشعر العربي منذ الجاهلية حتى العام 1952، واعادة نشره عبر الشبكة الالكترونية. ويقصد بالشعر العربي" الشعر العمودي الموزون المقفى، المدون باللغة العربية الفصحى، اي ان ما اصطلح على تسميته "شعر التفعيلة"، لن يجد له مكاناً في المرحلة الاولى من الموسوعة... "لأنه لم يخضع بعد الى التقويم النقدي. لكننا نستثني من ذلك الشعراء الذين وافتهم المنية بعد العام 1952". ولعل أكثر ما يميز هذا الاصدار، تعريفه القارئ بالكثير من الشعراء المغيبين، ومواصلة البحث عن المغمورين منهم. تتولى ذلك لجنة مؤلفة من مجموعة من الباحثين والمتخصصين من داخل المجمع ومن خارجه. وتبرز الموسوعة عدداً من الشاعرات العربيات يصل الى 238 شاعرة. ترافق الاصدار الجديد مكتبة الكترونية تضم 237 عنواناً لأهم كتب التراث الأدبي العربي. ويمكن المستخدم الإبحار ضمن النصوص الشعرية بسهولة تامة، والبحث عن شاعر معين من خلال اسمه أو الفترة الزمنية التي عاش فيها. وتالياً، استعراض ديوانه عبر مطالع القصائد المرتبة أبجدياً، أو من طريق القوافي، ومن ثم اختيار القصيدة المناسبة. ويمكنه البحث عن مفردة بعينها أو مجموعة مفردات ضمن البيت المطلوب.