ها هو صابر الرباعي يعود إلى جمهوره في قرطاج حيث يشارك بأعمال جديدة في حفلة الإختتام التي يتوقّع لها أن تكون متفردة. بدأ الرباعي بالغناء المحلي، وسرعان ما حلق عربياً باختيار قصائد مفهومة من الجمهور الواسع، والحان تقتبس من المحلي ما يمنحها جواز الوصول إلى الأذن العربية. وربما لعب تنوع أغانيه التي جمعت بين العاطفي والوطني والديني، بين القصيدة الفصيحة واللسان الدارج، دورا مهما في توسيع دائرة المعجبين. هكذا استطاع أن ينافس مطربين من الصف الأول في مقدمهم: لطفي بوشناق ونورالدين الباجي اللذان يملكان خامات صوتية استثنائية. لكن رقة صوت الرباعي ظلت عملة نادرة في المشهد الطربي المحلي وميزة الرباعي ربما هي حساسيته المرهفة. فهو لا يتقصد إظهار مشاعره وإنما يتجاوب تلقائياً مع كلمات الأغنية. وميزته الأخرى صوته الصافي المطواع للمشاعر الصادقة. وفي السنوات الأخيرة استطاع الرباعي أن يحقق اختراقاً عربياً لافتاً بفضل الفضائيات العربية. وقد زار بيروت والقاهرة مراراً، ووصل الى جمهور جديد... متجاوزاً المحلية القاتلة التي قطعت بعض زملائه عن سوق الأغنية العربية. لكن هذا لا يعني أنه بات يترفع عن الحفلات والمهرجانات الصغيرة في المحافظات والبلدات التونسية.