تولي اسرائيل أهمية بالغة للزيارة التي بدأها رئيس وزرائها ارييل شارون لبريطانيا، امس وتعتبرها فرصة لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين لندن وتل ابيب ستمهد لعهد جديد في العلاقات الاسرائيلية - الأوروبية التي قال وزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم انها تشهد تغييراً ايجابياً في الفترة الأخيرة "بل شهر عسل". وكان شالوم يتحدث خلال اجماله، للاذاعة العبرية العامة، الزيارة التي قام بها الى روما والوعود التي تلقاها من رئيس وزراء ايطاليا سلفيو برلوسكوني الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي، بدعم ضم اسرائيل الى الاتحاد الأوروبي. رأى وزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم ان مجرد التغيير في العلاقات مع دول الاتحاد الأوروبي وإدراك أوروبا وجوب اعتماد مقاربة اكثر توازناً اذا ما أرادت ان تلعب دوراً في المفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية مضيفاً انه خلافاً للماضي لم يعد تحسين العلاقات الأوروبية - الاسرائيلية مرهوناً بالتقدم في العملية السياسية بين اسرائيل والفلسطينيين و"ثمة ميل لدى أوروبا لتوثيق العلاقات معنا بمعزل عن الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني". وقال ان اتصالات حثيثة بدأت مع أوروبا لمنح اسرائيل مكانة خاصة في الاتحاد "على ان تكون مسألة انضمامنا الى الاتحاد هدفاً للمدى الأبعد". واعرب شالوم عن ارتياحه لموقف الدول الأوروبية العشر، التي ستنضم قريباً الى الاتحاد والتي تمثل أوروبا الجديدة، حسب تعبيره، من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورفض زعمائها اقامة اي اتصال معه خلافاً ل"أوروبا القديمة" وروسيا اللتين تربطهما بعرفات علاقات قديمة، مشيراً في الآن ذاته الى التغيير الحاصل في سياستهما تجاه "حركة المقاومة الاسلامية" حماس المتمثل بوقف دعمها مالياً وتجاه ايران وبرنامجها النووي. لكنه اصر على موقفه الرافض لقاء وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف على خلفية التقائه الرئيس الفلسطيني في مقره في رام الله. وتحت عنوان "شارون يغادر للمصالحة مع أوروبا" كتب المعلق السياسي في صحيفة "يديعوت احرونوت" شمعون شيفر يقول ان جولة رئيس الوزراء الاسرائيلي في كل من بريطانيا والنرويج تشكل بداية جديدة في العلاقات المشحونة والمعقدة بين اسرائيل وأوروبا، وتناول السعي البريطاني لاستقبال شارون بحفاوة في مسعى لإصلاح ما أفسدته تصريحات وزير الخارجية البريطاني جاك سترو حول "الاخلاقيات المزدوجة" للمجتمع الدولي في تعامله مع العراق واسرائيل والمقارنة بين شارون وصدام حسين علاوة عن الضغط الذي مارسه رئيس وزراء بريطانيا توني بلير على الرئيس الاميركي جورج بوش لإرغام اسرائيل على قبول خريطة الطريق الدولية بنصها الأصلي. ونقل المعلق عن أوساط قريبة من شارون رؤيته وجوب "ان يتصبب البريطانيون عرقاً بعدما تعاملوا مع اسرائيل، إبان الحرب على العراق بشكل حقير". وزاد ان رئيس الحكومة الاسرائيلية راغب حقاً في فتح صفحة جديدة في العلاقات مع بلير وانه سيبذل جهداً لإقناعه بوجوب ان يقاطع هو وزعماء أوروبيون آخرون الرئيس الفلسطيني "الذي يشكل عقبة كأداء في الطريق لتحريك العملية السلمية بين اسرائيل والفلسطينيين". وتابع ان شارون سيتناول في محادثاته "الملف الايراني" وجهود ايران للتزود بأسلحة نووية كما سيتطرق الى سورية "التي تعمل على تشجيع الفصائل التي تتخذ من دمشق مقراً لها على مواصلة العمليات العدائية ضد اسرائيل". من جهتها كتبت صحيفة "معاريف" ان بريطانيا ستوضح لضيفها معارضتها بناء الجدار الفاصل بين اسرائيل والضفة الغربية "الذي يرسم الحدود بينهما بقرار اسرائيلي ومن خلال ضم المزيد من الأراضي الفلسطينية". ونقلت الصحيفة عن أوساط سياسية وأمنية رفيعة المستوى قولها ان اسرائيل، تجاوباً مع هذا الموقف البريطاني، قد تعيد النظر في مواصلة البناء في الجدار، في مقاطع معينة لتفادي مواجهة ديبلوماسية مع لندن وواشنطن "لكنها ستربط وقف البناء بالتنفيذ الفلسطيني على الأرض". وحمل شارون عشية وصوله الى النروج، بعد ان يختتم زيارته الى لندن التي تستمر ثلاثة ايام، من جديد على السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي على خلفية مواصلة اتصالاتها بالرئيس الفلسطيني و"التقائه والتحادث اليه هاتفياً على نحو يعرقل المساعي للتوصل الى حل للمشاكل في الشرق الأوسط"، كما قال لصحيفة "ابتنفوشن" النروجية. ولم يأت شارون على ذكر الدول الأوروبية "المنحازة لعرفات"، لكنه اشاد بالنروج "الدولة الصديقة والداعمة" ودعاها الى المساهمة في "الجهود من اجل تجريد الرئيس عرفات من كل مناصبه ومهماته ليكف عن الحؤول دون نجاح رئيس وزرائه محمود عباس في جهوده السلمية".