اقتحم لاجئون فلسطينيون امس مركزاً يُعنى بالدراسات المسحية ورشقوا مديره خليل الشقاقي بالبيض احتجاجاً على استطلاع للرأي أجراه المركز وقال الشقاقي انه أظهر ان معظم اللاجئين مستعدون للتنازل عن حق العودة. واعتدى عشرات اللاجئين من مخيمي الامعري وقلندية على المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية حين كان الشقاقي يستعد لاعلان نتائج استطلاع الرأي حول اللاجئين الفلسطينيين. وقال الشقاقي ان "الغالبية العظمى" من اللاجئين مستعدة لقبول تعويض نقدي بدلاً من العودة الى منازلهم وأرضهم التي تركوها أو أجبروا على الهروب منها عندما قامت اسرائيل عام 1948. ووزع اللاجئون الغاضبون بياناً صحافياً صادراً عن مؤسسات وفعاليات اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات الاراضي الفلسطينية والشتات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية. وقال البيان "ان حقنا في العودة هو مقدس وغير قابل للتصرف او التنازل عنه.. ان مثل هذه الدراسات المأجورة المشكوك في تمويلها وادائها العملي لا تعكس سوى مواقف سياسية تحاول طمس قضية اللاجئين والتآمر عليها". واضاف البيان ان اللاجئين يرفضون ويشككون في ما جاء في الدراسة التي أعدها المركز. وتابع: "سنقاوم بكل ما أوتينا من قوة كل محاولة تهدف الى المس بهذا الحق او التنازل عنه او تشويهه". ورفض الشقاقي التعقيب على الاعتداء. وحضرت قوات من الشرطة الفلسطينية الى المركز بعضهم مسلح بالعصي واخرجوا اللاجئين الغاضبين بعدما حطموا النوافذ الزجاجية. واضطر الشقاقي الى الغاء المؤتمر الصحافي الذي دعا الى عقده في مكتبه بمدينة رام الله بالضفة الغربية لاعلان نتائج المسح. وقال الشقاقي ل"رويترز" وهو يمسح اثار البيض من على وجهه "انهم حتى لم يروا النتائج". وكان الشقاقي ذكر في تصريحات سابقة ان الاستطلاع خلص الى ان معظم اللاجئين المنتشرين في مختلف أنحاء الشرق الاوسط مستعدون لقبول تعويض وحياة جديدة في دولة فلسطينية ولا يتوقع عودتهم الى ديارهم القديمة." وتشرد نحو 700 ألف فلسطيني عندما قامت اسرائيل لكن عددهم تضاعف الى اكثر من اربعة ملايين يعيشون في مخيمات للاجئين بالضفة وقطاع غزة والاردن وسورية ولبنان. وترفض اسرائيل عودة اللاجئين قائلة انهم سيحولون اليهود الى اقلية في الدولة العبرية حيث يعيش حالياً نحو خمسة ملايين يهودي ومليون عربي. ويقول اللاجئون وكثير من الفلسطينيين انه لن يكون هناك سلام مع اسرائيل الى ان تعترف اسرائيل بحق اللاجئين في العودة. ولم يجرؤ سوى عدد لا يذكر من السياسيين الفلسطينيين على الاقتراح بأن يتخلى اللاجئون عن حق العودة. وخسر احدهم وهو سري نسبية شعبيته بين الفلسطينيين عندما قال ان حق العودة أمر غير واقعي.