يصل الى القاهرة الخميس المقبل البرتغالي انطونيو اوليفييرا المدرب الجديد لفريق النادي الاهلي لكرة القدم، ويصطحب معه مساعده ومواطنه كارلوس سواريز. ويعقد المدربان مؤتمراً صحافياً في20 تموز يوليو الجاري في القاهرة، ثم يسافران الى الاسكندرية لبدء فترة اعداد الفريق في الاكاديمية العربية للنقل البحري ويعقبها معسكر خارجي خلال النصف الاول من آب أغسطس المقبل في البرتغال. وسيقود أوليفييرا الأهلي للمرة الأولى أمام ريال سوسيداد ثاني الدوري الاسباني في 16 آب ودياً، ثم يفتتح الموسم المحلي بمواجهة الزمالك في مباراة الكأس السوبر المحلية في 28 منه. ولدى الاهلي ست مهمات قوية، وهو أكبر عدد يخوضه في موسم واحد ما يزيد المسؤولية على عاتق المدرب. وعلى صعيد بطولة الأندية العربية المقامة حالياً في القاهرة، تقام اليوم الجولة الرابعة من منافسات المجموعة الثانية، فيلتقي انبي المصري مع الفيصلي الاردني، والاتفاق السعودي مع الرجاء المغربي. ويسعى انبي لتحقيق فوزه الاول بعد ان خسر امام الرفاع صفر-1 وتعادل مع الرجاء 1-1، ولا بديل للمصريين عن الفوز اليوم ثم امام الاتفاق للابقاء على أمله في التأهل للدور المقبل. وستكون المباراة الثانية بين الاتفاق والرجاء فاصلة للفائز لضمان تأهله للدور نصف النهائي، وهما فازا في الجولة الفائتة بعد تعادلهما في المباراة الاولى. ميدو عقد النجم المصري احمد حسام الملقب ب"ميدو" لاعب مرسيليا الفرنسي، اول من امس مؤتمراً صحافياً في القاهرة مع جون فيليب المدرب المساعد لفريقه الجديد لاعلان تفاصيل العقد. وطالب المدرب من ميدو بذل مزيد من الجهد حتى يضمن مكاناً اساسياً، في حين شدد ميدو على دوره في المجتمع الفرنسي لدعم طلب مصر تنظيم نهائيات كأس العالم 2010. سخاء وبخل وعلى الصعيد المحلي، لا يعرف أحد سبباً حقيقياً لسخاء الاندية المصرية في دفع رواتب وعقود المدربين الاجانب في وقت تبخل على اللاعبين والمدربين المصريين. فعلى ايقاع اغنية المطربة اللبنانية نانسي عجرم "احبك آه... اسيبك لا" ينشد المسؤولون في الاندية المصرية "ندفع للأجانب آه... للمصريين لا". فمثلاً، استقدم الاهلي، النادي الاكبر والاغنى في مصر،المدرب البرتغالي انطونيو اوليفييرا ومساعده البرتغالي ايضاً كارلوس سواريز، ويصل مجموع رواتب وعقود ونفقات المدربين خلال الموسم 700 ألف دولار، ومن الممكن ان يزيد المبلغ الى مليون دولار لو حقق الاهلي الالقاب الافريقية والعربية والمحلية التي يخوضها خلال الموسم. ويحصل أوليفييرا، هو اغلى مدرب اجنبي في تاريخ مصر، على راتب 30 ألف دولار ويعادل 200 ألف جنيه مصري، في حين أن راتب نظيره المصري فتحي مبروك الذي قاد الأهلي الى الفوز بكأس مصر كان 12 ألف جنيه أي أقل من ألفين دولار! والموقف ذاته يتكرر في الاسماعيلي، فمدربه السابق اليوغوسلافي ماكسيموفيكس كان يتقاضى 10 آلاف دولار... وعندما انهارت نتائج الفريق، استعانت الادارة بإبن النادي علي ابو جريشة ودفعت له 6 آلاف جنيه شهرياً... ثم كانت المفاجأة عندما نحّت الادارة أبو جريشة وتعاقدت مع الالماني ثيو بوكر في مقابل 8 آلاف جنيه شهرياً! والزمالك ليس أحسن حالاً، وراتب البرتغالي نييلو فينغادا هو 16 ألف دولار، أي ما يعادل مجموع ما يحصل عليه كل لاعبي ومدربي الفريق في شهر واحد. "عقدة الخواجة" هي المشكلة الرئيسة في الشارع الرياضي المصري، وهناك يقين داخلي عند غالبية المسؤولين ان المدرب الاجنبي افضل جداً من نظيره المصري، وهو رأي غير صائب 100 في المئة وان كان ينطبق على عدد محدود جداً من المدربين الاجانب الذين يحضرون الى مصر. والحقيقة الاكيدة وراء افراط الاندية المصرية وخصوصاً الاهلي والزمالك والاسماعيلي، في استقدام المدربين الاجانب والاغداق عليهم بالمال هو هروب مجالس ادارة تلك الاندية من مواجهة الرأي العام. ووجود مدرب مصري على رأس فريق العمل في الاهلي او الزمالك كفيل بتوفير صداع دائم من قبل وسائل الاعلام في نقد المدرب ومجلس الادارة، ما يهدد الطرفين باستمرار. ومجلس الادارة يمكنه بسهولة التخلص من مسؤولياته عند الفشل بإقالة المدرب كما حدث في الاهلي مع الهولندي جو بونفرير بعد خسارة الدوري، وهو ما حدث في الزمالك مع البرازيلي كارلوس كابرال بعد خسارة كأس مصر ودوري أبطال أفريقيا. ويرى الكثيرون من المسؤولين في الاهلي والزمالك ان المدرب الاجنبي لا يمتلك العواطف الجياشة التي تحرك قلوب المدربين المحليين وتؤثر في عقولهم ثم قراراتهم. والمدرب الاجنبي لا ينظر الى الاسماء او النجوم او الجمهور والصحافة مثلما فعل كابرال مع التوأمان حسام وابراهيم حسن... وهو لا يستجيب للضغوط الاعلامية او هتافات الجماهير، ومعظمهم اتخذ قرارات حاسمة بمنع الجماهير من حضور التدريبات. ولكن انصار المدرب الوطني لهم رأي آخر ويؤكدون ان الاجنبي لا يفهم طبيعة اللاعب المصري وحياته وتقاليده، وهم غير مقتنعين بالنظام المعيشي للاعب خصوصاً خلال شهر رمضان المعظم. ويؤكدون ان المدرب الوطني قادر على اجتياز الازمات الموقتة التي تقلق مضاجع الاجانب مثل التعديل المفاجئ للمواعيد. ولكن الطرفين المؤيدين للاجنبي او المصري، يتفقان على حقيقة واحدة وهي ضرورة خفض الفجوة الضخمة في الرواتب بين حقوق الاجانب والمصريين، وأهمية اعطاء الفرصة على فترات غير متباعدة للمدربين الوطنيين لقيادة الناديين الكبيرين الاهلي والزمالك.