تباشر المحامية العامة التمييزية القاضية ربيعة عماش قدورة غداً التحقيق في ملف تبييض الاموال الخاص ب"بنك المدينة" والمصرف الشقيق "الاعتماد المتحد"، بعدما تبلّغ المدعي العام التمييزي القاضي عدنان عضوم قرار هيئة التحقيق الخاصة بمكافحة تبييض الاموال والقاضي ب"تجميد املاك وأرصدة مصرفية ورفع السرية المصرفية عن حسابات تعود الى افراد وشركات مشبوهين بقضايا اختلاس اموال من المصرفين". وتضمن القرار اسماء أكثر من 19 شخصاً هم: عدنان ذوقان أبو عياش وابراهيم ذوقان أبو عياش وطه عبدالرحيم قليلات ورنا عبدالرحيم قليلات وباسل عبدالرحيم قليلات وبلال محمود الصايغ وعلي احمد احمد ومحمد فادي عزت صبح وفؤاد ابراهيم قهوجي وايهاب عبدالرحمن حمية ومحمد محيي الدين اسومة وايمان حسن ضاهر وعماد الحاج احمد ويوسف سعيد الهشي ويوسف علي عبدالباقي وجومانة علي عبدالباقي وأحمد سالم حسيني وعليا هارون وشركة "زنتا العقارية" وشركة "كواترو" لبيع السيارات يملكهما آل قليلات. وتضمن قرار الهيئة الكتاب الموجه من الدكتور ناصر ابراهيم الرشيد ومرفقاته المتضمنة اعتراف أبو عياش بالاستيلاء على مبالغ كبيرة من مكتب الرشيد للهندسة في الرياض وتحويلها من دون علم المكتب المذكور الى حسابه الخاص في "بنك المدينة"، وطالب بتحصيل ما يزيد على 150 مليون دولار. وفيما يحضّر المدير الموقت ل"بنك المدينة" اندريه بندلي لتقديم دعوى جزائية ضد اصحاب المصرفين وكبار المساهمين فيهما ومسؤولين آخرين، تردد امس ان "عضوم تسلَّم شكوى من بندلي يدّعي فيها على أبو عياش وشخص آخر بجرم اصدار شيك من دون رصيد بقيمة 300 مليون يورو". ومعلوم ان أبو عياش كان أمَّن بحسب المعلومات المتوافرة من مصادر مطلعة نحو 750 مليون دولار نقداً وعقارات ليبقى العجز القائم بين موجودات المصرفين ومطلوباتهما يفوق 300 مليون دولار. وذكرت مصادر أخرى ان مبلغ ال750 مليون دولار سدد أبو عياش الجزء الأكبر منه فغطى بذلك الحسابات المدينة المكشوفة لآل أبو عياش وبعض الحسابات الأخرى، فيما سددت رنا قليلات بعضاً منه. لكن الحسابات المدينة لآل قليلات وشركائهم هي التي بقيت مكشوفة في معظمها. ويواجه أبو عياش دعوى ضده أقامها رجل الأعمال عزت قدورة بعد تسلّمه شيكاً بلا رصيد مسحوباً على البنك العربي السعودي بقيمة سبعة ملايين دولار، يمثل قيمة صفقة بيع فندق "كورال بيتش" سابقاً لآل قليلات وعدد من شركائه. وعلمت "الحياة" ان عدنان أبو عياش كان أصيب بعارض صحي بعد الصدمة التي أصابته من افتضاح أمر العجز في "المدينة" و"الاعتماد المتحد"، وعولج في بيروت قبل أن يغادر مجدداً الى الرياض. وتردد أنه صدم لأن شقيقه الأصغر ابراهيم، ورنا قليلات، سهّلا فتح حسابات مدينة قادت الى العجز في المصرفين. واضطر ذلك آل أبو عياش الى التنازل عن أملاك عقارية ضخمة، ليتمكنوا من تغطية حساباتهم المدينة المكشوفة اضافة الى التحويلات التي قام بها الأخ الأكبر، بحسب مصادر مصرفية. الا أن بعض اصحاب الحسابات المدينة الآخرين استفادوا، كما قالت مصادر واسعة الاطلاع من المهلة التي أخذها ابو عياش للتسديد من أجل تسييل عقارات لهم وتهريب قيمتها الى الخارج بدلاً من تغطية حساباتهم المكشوفة. وهذا يشمل القائمة التي أصدرتها هيئة التحقيق الخاصة وأسماء اخرى خارجها من متمولين معروفين. ولفتت مصادر مطلعة الى ان مصير المصرف مفتوح على احتمالات عدة أبرزها التصفية النهائية، في الوقت الذي يعمل المدير الموقت بندلي على تحديد القيمة النهائية للمبالغ المتوجبة والموجودات الثابتة. ومن جهة اخرى، رفع عدد من المودعين دعوى قضائية على مصرف لبنان على خلفية تجميد حساباتهم. فيما شهدت فروع "بنك المدينة" اقبالاً من المودعين لسحب أموالهم، ولم يُسمح إلا بسحب 10 في المئة من قيمتها لكل مودع، في انتظار ان تُسيّل العقارات لمواجهة المطلوبات على المصرف. وعرض المساهمون من آل أبو عياش وآل قليلات عقارات لتغطية العجز المقدر ب310 ملايين دولار، الا ان الهيئة المصرفية العليا والادارة الموقتة للمصرف اشترطتا الحصول على ضمانات نقدية اضافة الى العقارات. يذكر ان مصرف لبنان اتخذ في شباط فبراير الماضي اجراءات في حق "بنك المدينة" والمصرف الشقيق "الاعتماد المتحد" بعد اكتشاف عجز المصرفين عن تغطية شيكات مسحوبة عليهما في غرفة مقاصة مصرف لبنان. وأحال المصرف المركزي الملف على النيابة العامة التمييزية بعد تلقيه كتاباً من هيئة التحقيق الخاصة بمكافحة تبييض الأموال متضمناً المخالفات المصرفية، ثم عاد وسحبه في غضون يومين من تقديمه، بعدما تعهد أبو عياش تغطية العجز وتأمين حقوق المودعين.