تجمعت أمس نذر مواجهة جديدة بين الرئيس برويز مشرف والاسلاميين في باكستان الذين كانوا هددوه ب"النضال بقوة لإزاحته من السلطة". اما سبب المواجهة هذه المرة فليس الحرب على الارهاب وفلول "طالبان" في افغانستان، ولا العلاقات مع واشنطن، بل إلحاح مشرف على درس الاعتراف باسرائيل. وهو اعتبر ان "ليس هناك سبب لأن نكون فلسطينيين اكثر من الفلسطينيين، أو كاثوليكيين اكثر من البابا" يوحنا بولس الثاني. وجدد الرئيس الباكستاني برويز مشرف دعوته الى درس اقامة علاقات مع اسرائيل، بعد زيارته الولاياتالمتحدة التي وعدته بمعونات اقتصادية تقدر بثلاثة بلايين دولار على مدار السنوات الخمس المقبلة. ودعا الرئيس الباكستاني في مقابلة اذاعتها المحطة التلفزيونية الخاصة "جيو" الى النظر في امكان الاعتراف باسرائيل "إذا مضت عملية السلام في الشرق الأوسط في طريقها المرسوم"، وكرر ان باكستان "لن تكون فلسطينية اكثر من الفلسطينيين". تزامن ذلك، مع استطلاع اجرته المحطة، أظهر تعادلاً بين المؤيدين والمعارضين لمراجعة السياسة الباكستانية ازاء الدولة العبرية. وكانت الجماعات الاسلامية الباكستانية أبدت معارضة شديدة لأي نوع من العلاقة مع اسرائيل. وحذر زعيم الجماعة الاسلامية القاضي حسين أحمد من تقديم أي تنازل للدولة العبرية، فيما فضل زعيم جمعية علماء الاسلام مولانا سميع الحق، حلّ البرلمان على اقامة أي نوع من العلاقة مع اسرائيل. واتهم زعيم المعارضة البرلمانية الاسلامية مولانا فضل الرحمن الرئيس الباكستاني ب"حياكة مؤامرة لإقامة علاقات" مع تل ابيب، مهدداً بسلسلة تظاهرات واحتجاجات شعبية، في حال أقدم مشرف على مثل هذه الخطوة. وكانت وسائل اعلام باكستانية نقلت قبل أيام قليلة عن مصادر "رفيعة المستوى" ان اسلام آباد ربما تقويم علاقات سياسية مع اسرائيل، التي اعلن سفيرها لدى الاتحاد الأوروبي ان "باكستان لاعب مهم في العالم الاسلامي، ما يدفعنا الى عدم اتخاذ سياسة معادية لها". وفي وقت سابق اعترف رياض كوكر، وهو شخصية بارزة في الخارجية الباكستانية، بأن مسؤولين اسرائيليين ربما يكونون على اتصال بمسؤولين باكستانيين. وتبرر مصادر سياسية باكستانية التوجه الى اقامة علاقات مع تل ابيب، بانعكاسات سلبية لمثل هذه الخطوة على الروابط بين اسرائيل والهند، الخصم الرئيسي لباكستان، خصوصاً في ظل تفعيل التعاون العسكري والأمني بين نيودلهي وتل ابيب. الى ذلك، وصف وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم تصريحات مشرف بأنها "مشجعة"، مشيراً الى ان الدولة العبرية سعت دائماً الى علاقات مع باكستان لأن "من شأنها ان تفيد البلدين، ولن تأتي على حساب دولة اخرى"، في اشارة الى الهند التي تعتبر بين أبرز زبائن الصناعات العسكرية الاسرائيلية.