الى السيد معن بشور ، المؤتمر القومي العربي ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، كنت أجد لك الأعذار وأنت تدافع عن سلطة صدام التي نعتبرها، نحن أهل العراق، سلطة قمع وطغيان وديكتاتورية، وتعتبرها أنت سلطة وطنية قومية معادية للإمبريالية. ولكل منا الحق في أن يختلف في الرؤى والتفكير. ودفاعك عن سلطة صدام ليس من دون سبب، مثلما هو ليس من دون قصد. فأنت تمثل المؤتمر القومي العربي الذي رأى، من خلال تشخيصه للخلل في سلطة صدام، ان الواجب يقتضي من قوى المعارضة العراقية أن تساند السلطة، وتتصالح معها بالنظر للظروف التي تمر بها الأمة. وقد كسبتم بعض الأعداد البائسة من السياسيين البائدين في العراق. وأنا أطلب منكم أن تختلوا بالسيد خير الدين حسيب، وهو مؤسس المنتدى العربي هذا، وتسألوه عن طبيعة السلطة، وعن حقيقة صدام. إسأله عن السيد إيلي زغيب واسأله عن السيد ناصر الحاني، واسأله عن كثير من الأسماء التي يعرفها، وعن أسباب اعتقاله وهروبه من العراق. عرفتك من خلال الكتابات، ومن خلال اللقاءات التلفزيونية. وكنت ترفض إطلاق النعوت والصفات التي لا تليق بالطاغية. وعذر العراقيين انهم منفعلون لأن الوجع العراقي لم يسبق أن احتمله شعب من الشعوب. فالألم يا سيدي، يفوق الوصف. ولهذا تجدهم ينفعلون في النقاش على عكسك أنت الذي لم تتضرر، ولم يخمش لك الرئيس خدّاً، ولا جرح لك اصبع، بل أنت دوماً، في حضرته المبجلة، محط التقدير والاحترام، وفي قصور لم أكن أتصور، أنا الذي أفنيت عمري في القضاء العراقي، أن أشاهدها ولو مرة في الصور. سيدي الكريم! نسبت لشهداء العراق، وهم أكثر مما تتصور، "أنهم خونة ويستحقون مصيرهم". هذه الآلاف من الجثث المدفونة، في عرض العراق وطوله لم تجر عليهم محاكمة، يا سيدي، ولم يجر تحقيق، ولم تسجل حتى السلطة تهمة لهم. فكيف قررت أنت إصدار الحكم، من دون تحقيق ومن دون محاكمة؟ وهؤلاء دفنوا أحياء من دون مراسم الإعدام، أو ترديد الشهادة، كما يفعلون مع المجرمين. وجدنا أطفالاً يلتصقون بأجساد أمهاتهم، أتمنى ألا تشملهم بالخيانة. فأعمارهم لم تكن تصلح للمدرسة، فهم لا يفهمون معنى السياسة والخيانة. لقد أنفقت عمري، أيها السيد العربي، في حسم القضايا الجنائية والمدنية في محاكم العراق. ولم أجد أكثر قساوة من حكمك، ولا أكثر غرابة. ووجدت كلمات الرئيس البائد بين ثنايا كتابتك. العراق - زهير كاظم عبود قاضٍ [email protected]