أعلن في الكويت أمس التعرف الى أول جثة لأسير كويتي في العراق تكتشف منذ سقوط نظام صدام حسين، فيما اكتشفت في بغداد مقبرة جماعية جديدة تضم رفات عدد من "الفدائيين العرب"، وأفيد أنهم أعدموا قبل الحرب. كما ترددت معلومات عن تصفيات لبعثيين في مدينة الثورة، في حين تظاهر عراقيون أمام موقع التويثة النووي بسبب تعرضهم لسموم مواد نهبت من الموقع بعد سقوط صدام، وطالبوا بفتح تحقيق لتحديد مسؤولية قوات "التحالف". في الوقت ذاته بثت اذاعة "التحالف" انه "لن يتساهل مع الهجمات على قواته"، مشددة على أن "الارهابيين يضعون عراقيل أمام إعمار البلد"، وداعية العراقيين الى الابلاغ عن أي معلومات تتعلق بالمشاركين في تلك الهجمات. وتابعت: "إذا رفضتم تقديم معلومات عن هؤلاء المجرمين، سيصبح العراق بلداً خطراً على الجميع". كما جدد "التحالف" انذاره "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية" بزعامة محمد باقر الحكيم بضرورة نزع سلاح جناحه العسكري "فيلق بدر" أو مواجهة عواقب. وكرر المجلس تأكيده عدم امتلاك الفيلق أسلحة ثقيلة. واكتشفت في بغداد مقبرة جماعية جديدة تضم رفات عدد من "الفدائيين العرب" الذين أفيد انهم أعدموا قبل الحرب. وأشارت صحيفة "الصباح" العراقية الى ان المقبرة تقع على شريط محاذٍ لمعسكر الرشيد جنوببغداد، وأكدت ان مجموعة تنتمي الى "جمعية حسينية الألف دار" تدعي انها حفرت خنادق ضمت عدداً من الجثث، ضمن عمل تطوعي تولته الجمعية لدفن الموتى الذي وزعتهم مستشفيات الرشيد واليرموك والطب العدلي في بغداد، بعدما سرقت الثلاجات الخاصة بحفظ الجثث في تلك المستشفيات، على أن يعاد دفنها بعد ترتيب مقابر خاصة. ونقلت الصحيفة عن حيدر عدنان الذي يشرف على المجموعة قوله ان جمعيته طلبت مساعدة من بعض الميسورين، وناشدت فرق اغاثة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، للمساعدة في ابلاغ ذوي القتلى في بلدانهم، اعتماداً على العناوين والوثائق الشخصية التي وجدت مع الجثث. وأضاف ان "الضحايا كانوا من الفدائيين العرب، وهم أعدموا بعد رفضهم خوض معارك في المناطق السكنية التي دخلتها جيوش التحالف قبل سقوط النظام السابق بيومين". واستدرك: "وجدنا على الجثث آثار اطلاق نار من الخلف والأيدي موثقة الى الخلف". وقال محمد محمود المعري أحد أقارب الضحايا ان "البعثيين أرغموا العرب المقيمين في العراق على أن يقاتلوا معهم". وبين أسماء الضحايا التي عثر عليها خالد عطا وهيثم ناجي صالح من الأردن، ومحمد عبدالعزيز وعماد الدين العيسى ومؤيد صادق من سورية. وفي تطور منفصل، رصدت في بغداد نشاطات لجماعة سرية تطلق على نفسها "لجنة القصاص"، وتدعي انها استولت على وثائق في مديرية أمن مدينة الثورة. ونقلت صحيفة "التآخي" الصادرة في بغداد عن شهود ان مدينة الثورة شهدت على مدى الأسابيع القليلة الماضية سلسلة تصفيات طاولت عاملين في صفوف حزب "البعث" ومتعاونين معه. إلى ذلك أعلن وزير الداخلية الكويتي الشيخ محمد الخالد الصباح أمس التعرف الى أول جثة لأسير كويتي تكتشف منذ سقوط نظام صدام حسين في العراق. وأبلغ الوزير مجلس الوزراء خلال جلسته الاسبوعية ان فحوص البصمة الوراثية، أثبتت ان الجثة التي اكتشفت في مقبرة جماعية قرب مدينة السماوة في جنوبالعراق تعود للمواطن الكويتي سعد مشعل أسود العنزي الذي خطفته قوات الاحتلال العراقي في الكويت في 1 تشرين الثاني نوفمبر 1990، وأظهر فحص جثته أنه أعدم رمياً بالرصاص. وقدم مجلس الوزراء أمس العزاء لأسرة العنزي. وعلم ان فحوصاً تجرى في الكويت والولايات المحتدة وبريطانيا لعينات من 60 جثة أخذت من مقابر جماعية في العراق، يعتقد أن أسرى كويتيين أعدموا ودفنوا فيها. وقال مصدر في اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى والمرتهنين ان نحو 120 مقبرة جماعية اكتشفت في العراق، وأن فرقاً كويتية تفحص عدداً منها للتحقق من احتمال دفن كويتيين فيها. والعنزي هو ثاني أسير يتم التعرف الى مصيره بين 605 أسرى كويتيين، وكان العراق سلّم عام 1994 رفات المواطن الكويتي مسفر المطيري كما أثبتت الفحوص. على صعيد آخر أ ف ب، دعا رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في ايران هاشمي رفسنجاني الشيعة العراقيين الى الاتحاد. وقال خلال استقباله مقتدى الصدر: "على كل المجموعات وجميع المقاتلين الشيعة، لا سيما أعضاء المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق، أن يحافظوا على وحدتهم لمصلحة العراق واحباط المؤامرات الداخلية والخارجية". وفي وقت يتهم الاميركيون ايران بالتآمر عليهم في العراق، حذر رفسنجاني العراقيين من "اعطاء الأعداء أي ذريعة". وأكد رفسنجاني ان "الأميركيين سيواجهون مشكلات كبرى إذا حاولوا تنصيب حكومة دمية وغير شعبية في العراق"، مشدداً على أن إدارة هذا البلد "يجب أن تعود الى العراقيين أنفسهم".