قال سكان في قرية قوام بكر، جنوب مدينة بابل 100 كلم جنوببغداد، أمس انهم اكتشفوا مقبرة جماعية لضحايا انتفاضة 1991 ضد نظام الرئيس المخلوع صدام حسين. وقال السكان الذين تجمع عدد كبير منهم في موقع المدفن الجماعي الذي اكتشف على جانب الطريق المؤدي الى مقام النبي ابراهيم، ان 35 جثة استُخرجت من هذه المقبرة التي دل على وجودها مواطن كان يعرف ان ابنه دفن فيها من مصادر في المستشفى القريب. ولم يتمكن هذا المواطن من استخراج جثة ابنه ودفنها بسبب القمع الذي كان يتعرض له وأسرته. وقال جبار كريم حمزة 66 سنة الذي ابلغ المحافظ الأمر الجمعة ودل على موقع المدفن: "كنت أتابع الأمر منذ 23 نيسان ابريل 1991 مع حراس المستشفى، لكنني لم اكن استطيع التحدث. حاولت مرات إخراج رفات ابني، لكنني تعرضت للملاحقة والمطاردة ووضعوني وأسرتي تحت المراقبة الشديدة". وتحدث العديد من السكان عن أقارب لهم فقدوا في تلك الأحداث التي تلت حرب الخليج الثانية، حين شهدت مدن الجنوبالعراقي ذات الغالبية الشيعية انتفاضة على نظام صدام قُمعت بقسوة. وأوضح أحد عناصر "المارينز" الذين كانوا موجودين ان الجثث ستحلل للتعرف إلى سبب الوفاة. وشاهد مراسل وكالة "فرانس برس" عشرات الجماجم والعظام المكدسة والمختلطة بينها رفات نساء وأطفال. وفي بعقوبة، كبرى مدن محافظة ديالى، شمال شرقي بغداد على الحدود الايرانية، عثر جنود اميركيون على ألبوم صور لضحايا يعتقد أنهم تعرضوا للتعذيب في احد مراكز الشرطة العراقية، وبينها صور لنساء ذبيحات. وقال اللفتنانت كولونيل روبرت فالديفيا لوكالة "فرانس برس" ان الأميركيين عثروا على الالبوم الاربعاء في مختبر لتظهير الصور في المقر العام للشرطة في بعقوبة. وأوضح الضابط ان الجيش الاميركي يفحص ألبوم الصور الذي يعتبره بمثابة دليل محتمل إلى جرائم ضد الإنسانية، علماً أن الشرطة أكدت أن الصور تمثل جرائم محلية لا ممارسات تعذيب. واضاف: "كان هناك ألبوم لصور، غالبيتها، وهذا يدعو للاستغراب، لنساء بعضهن ذبيحات، بالإضافة الى صور رجل انتزعت احشاؤه وعلقت خارج جسده. وظهرت إمرأة أخرى من دون رأس". وأعلن فالديفيا، وهو قائد فوج مدرع في فرقة المدفعية الرابعة، اعتقال مصور الشرطة ورجلي أمن وشخصين آخرين. واعتقل هؤلاء بعد العثور على مخزون ضخم من الأسلحة الثقيلة، بينها قاذفات صواريخ ومدافع "هاون"، وافقت الشرطة على تسليمها الى القوات الاميركية. وأضاف الضابط ان المصور أكد اتلاف ملفات الشرطة قبل سيطرة القوات الاميركية على بعقوبة الاسبوع الماضي. إلى ذلك، اعلن الضابط ان القوات الاميركية تحقق في احتمال وجود صلات بين الشرطة العراقية والذراع العسكرية ل"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية" في العراق والذي يحاول الاستفادة من سقوط نظام صدام. وأكد اللفتنانت كولونيل فالديفيا ان سكان بعقوبة 40 كلم شمال شرقي بغداد اتهموا الشرطة بالتعاون مع "فيلق بدر". وقال فالديفيا في مدرج الطيران الذي تسيطر عليه القوات الاميركية قرب بعقوبة ان "وجود عناصر من فيلق بدر في مركز الشرطة هو موضوع تحقيق". وأكد سكان من المدينة ل"فرانس برس" ان مئات من مقاتلي "فيلق بدر" وصلوا الى بعقوبة بعد سقوط بغداد، آتين من إيران حيث تلقوا دعماً في معركتهم ضد النظام العراقي المخلوع. ويعتبر بعض السكان ان المقاتلين مسؤولون عن موجة العنف في المدينة، فيما يشير آخرون إلى أنهم سيطروا على مقر الشرطة ومبانٍ أخرى في المدينة. ويرى العسكريون الاميركيون الذين بدأوا السيطرة على بعقوبة الاسبوع الماضي ان "فيلق بدر" يريد توسيع نفوذه في المنطقة.