مع استئناف الجولة الثالثة من المفاوضات التجارية بين الولاياتالمتحدة والمغرب تُقدر المبادلات التجارية بين الطرفين بنحو بليون دولار يطمح الطرفان الى مضاعفتها الى المثلين قبل حلول سنة 2010. وتقدر الاستثمارات الاميركية في المغرب، الذي تعمل فيه نحو 120 شركة اميركية، بنحو 700 مليون دولار. ويُقدر عدد السياح بحوالى 100 الف سنوياً على رغم انه كان يتجاوز 130 الفاً قبل احداث 11 ايلول سبتمبر 2001. بدأت مطلع الأسبوع الجاري أعمال الدورة الثالثة من المفاوضات التجارية بين الولاياتالمتحدة والمغرب لاقرار بنود المنطقة التجارية الحرة بين البلدين. وكانت الجولة الاولى والثانية عقدتا في واشنطن وجنيف في الربع الاول من السنة الجارية وحققتا تقدماً كبيراً حسب المصادر التي تحدثت عن قرب ابرام الاتفاق الذي يتابع تفاصيله الملك محمد السادس والرئيس جورج بوش. وقالت مصادر وزارة الخارجية المغربية ل"الحياة" ان المفاوضات الاميركية - المغربية ستختتم اليوم ورأسها عن الجانب المغربي وزير الدولة في الشؤون الخارجية الطيب الفاسي الفهري وعن الجانب الاميركي مساعدة وكيل التجارة كاترين نوفيلي، وضم الوفد خبراء في القطاعات التي تشملها المفاوضات وممثلين عن منظمات مهنية واقتصادية. واعتبرت المصادر ان اسبوعاً من المفاوضات في الرباط سيكون كافياً لحسم بعض النقاط العالقة وسيتم البت في الملفات الجاهزة المتفق عليها وارجاء القضايا الاخرى ليدرسها الخبراء. القطاع الزراعي ولا تتحدث المصادر عن امكانية عقد جولة رابعة في واشنطن في وقت لاحق لاستكمال المفاوضات في شأن بعض المجالات التي تحتاج الى مزيد من الدرس، خصوصاً القطاع الزراعي الذي يتحفظ الطرفان على تحرير تجارته كاملة بسبب حساسيته لدى المزارعين في البلدين. وحققت القطاعات الاخرى، خصوصاً الصناعة والملكية الفكرية والجمارك والبيئة والخدمات والبناء والاتصالات والسياحة والنقل والقضايا القانونية والاجتماعية تقدماً ملموساً. وأثنى الوفد الاميركي على الجهود التي يقوم بها المغرب لتحرير تجارته الخارجية وفتح المجال امام الاستثمار الاجنبي وعصرنة الاقتصاد عبر اقرار قوانين تهم حماية البيئة والملكية الفكرية والصناعية ومكافحة تمويل الارهاب الدولي. ويرتبط المغرب والولاياتالمتحدة باتفاقات في مجال حماية الاستثمار والسياحة والنقل والتبادل التجاري والثقافي تعود الى فترة حكم الرئيس رونالد ريغان في الثمانينات وتم تحديث بعضها في عهد الرئيس بيل كلنتون. وكان جزء من المفاوضات القطاعية يتم في الشهور الماضية عبر شبكة الانترنت والاتصالات الهاتفية للاسراع في اقرار الجوانب التي تم الاتفاق عليها، وترك الجوانب الاخرى الى المفاوضين لاحترام الآجال المسموح بها زمنياً والتي يجب ان تفضي قبل نهاية السنة الجارية الى ابرام اتفاق اقامة منطقة تجارية حرة ترغب الولاياتالمتحدة في اقرارها مع المغرب قبل فتح مفاوضات مع دولة عربية اخرى يُرجح ان تكون البحرين. وكان وفد اقتصادي اميركي برئاسة مساعد وزير التجارة ماريا سينو اجتمع الاسبوع الماضي في الرباط والدار البيضاء مع مسؤولين حكوميين ورؤساء شركات كبرى، ووقع اتفاقات في مجال التكنولوجيات الحديثة والاشغال بما يسمح للشركات الاميركية بدخول سوق المغرب في هذه المجالات والافادة من اتفاق الشراكة مع الاتحاد الاوروبي الذي لم يعد يتحفظ على ابرام اتفاق منطقة تجارية حرة بين الولاياتالمتحدة والمغرب كما كانت تفعل فرنسا قبل الحرب على العراق. يُذكر ان واشنطن سبق لها ان اقترحت اقامة منطقة تجارية حرة مع المغرب خلال زيارة الملك محمد السادس لواشنطن في نيسان ابريل 2002. وتعود اقدم معاهدة تجارية بين البلدين الى نهاية القرن الثامن عشر اثناء الاعتراف باستقلال الولاياتالمتحدة عن التاج البريطاني.